ابن غازي المكناسي واسمه الكامل محمد بن أحمد بن محمد بن محمد بن علي بن غازي المكناسي الفاسي، عالم حديث وفقه ورياضيات مغربي تميز بغزارة علومه وترك عدّة مصنفات.
ابن غازي المكناسي – قصة حياة عالم الحديث والفقه المغربي
ولد في مدينة مكناس المغربية في العام 841 للهجرة لعائلة تعود بأصولها إلى قبيلة بني عثمان من كتامة، وفي مكناس نشأ وخطا خطواته الأولى في هذه الحياة.
أحب العلم منذ الصغر وبدأ بارتياد حلقات العلم من أجل الأخذ عن شيوخ مدينته، وعندما بلغ سن السابعة عشرة قرر الرحيل نحو مدينة فاس وفيها درس علم الفقه والحديث والرياضيات والتفسير على يد مجموعة من العلماء أبرزهم إبراهيم بن عبد الجبار و الفجيجي.
بعد ذلك عاد إلى مدينته الأم وبدأ التدريس في جامعة المدينة الأعظم حتى غدا واحداً من أشهر العلماء والمدرسين فيها، وكان يدرس الفقه والنحو والتاريخ والحديث وعلم القراءات والحسب، ولكن شهرته الأكبر كانت بالفقه والفتوى.
وظل في مدينته حتى أبعده عنها محمد بن أبي زكرياء الوطاسي بسبب خصومةٍ وقعت بينهما، فعاد مجدداً إلى فاس واستقر فيها.
وعمل في فاس كخطيبٍ في مسجد فاس الجديد بالمدينة البيضاء المرينية، كما تم تعيينه إماماً بجامع القرويين، ثم أصبح مدرساً للفقه والعربية والفرائض والحساب.
قاد هذا العالم نهضةً علمية في مكناس وفاس ودرس على يده عدد من الشيوخ والعلماء أبرزهم شقرون بن أبي جمعة الوهراني.
تميز بأسلوبه التدريسي المميز والبسيط الذي حبب الطلاب به وجعلهم يقصدون حلقته من كافة أنحاء المغرب.
كان ابن غازي المكناسي من العلماء الذين حثوا الشعب على الجهاد ضد الغزاة الأوروبيين، ولم يكتفِ بالحث فقط بل شارك عدّة مرّات في معارك خاضتها الجيوش الإسلامية ضدهم أبرزها انضمام لجيش السلطان محمد الشيخ المهدي أثناء محاولته استرجاع أصيلا من أيدي البرتغاليين.
توفي هذا العالم في التاسع من جمادى الأولى عام 910 للهجرة في مدينة فاس عن عمرٍ يناهز 69 عاماً قضاها في نشر العلم والحث على الجهد، وحضر جنازته عدد من العلماء والحكام.
أبرز أعماله:
شفاء الغليل في حل مقفل خليل، تكميل التقييد وتحليل التعقيد، حاشية لطيفة على الألفية، منية الحساب، الروض الهتون في أخبار مكناسة الزيتون، إنشاد الشريد في ضوال القصيد، التعلل برسوم الإسناد بعد انتقال أهل المنزل والناد.
اقرأ في نجومي أيضاً: ابن البناء المراكشي – قصة حياة عالم الرياضيات المغربي
أكتب تعليقك ورأيك