علماء

ابن باجة – قصة حياة الفيلسوف الأندلسي الكبير

ابن باجة
ابن باجة

ابن باجة واسمه الكامل محمد بن يحيى بن الصائغ بن باجة التجيبي، كاتب، عالم، فيلسوف، طبيب، أديب، وعالم فلك أندلسي كبير، يعد واحدا من أكبر علماء الأندلس، وأثرت فلسفته في أفكار ابن طفيل.

ولد في العام 1080 ميلاد الموافق 487 للهجرة في مدينة سرقسطة في الأندلس وفيها نشأ.

كان محبا للعلم منذ صغره، وتلقى علومه الأولى في حلقات العلم في سرقسطة، ومن ثم عمل كاتبا لإبراهيم بن تيفلويت، ولقد حظي بمكانة كبيرة لديه، حيث كان كلاهما مغرما بالموشحات والموسيقى.

وظل في سرقسطة حتى سقطت دولة بني هود بيد ألفونسو المحارب، فرحل نحو شاطبة، والتي كانت لا تزال تحت يد ابن تاشفين، وظل وزيرا للمرابطين لمدة عشرين عاما وذلك حتى وفاته.

يعد ابن باجة واحدا من أكبر الفلاسفة العرب، وكان يعود بالفلسفة إلى أصولها الأرسطية، حيث كان يستقي فلسفته من كتب أرسطو فقط، ويرفض كافة أفكار العرفان والأفكار الأفلاطونية التي دخلت عليها.

بدأ هذا الفيلسوف بمشروع جديد حيث أخذ تيار تجديدي أندلسي سعى من خلاله إلى فصل الأفكار العرفانية التي اختلطت بالفكر الإسلامي، وأراد استكمال مشروع ابن حزم، والذي أراد من خلاله استبعاد القياس والفقه، ولقد قال بأنه يجب أن يتم فصل الدين علن الفلسفة.

ابن باجة

ابن باجة

كان هناك عدد كبير من الخصوم والذين رفضوا فلسفته، ومن أبرز هؤلاء خصمه وعدوه اللدود الفتح بن خاقان والذي ألف كتاب قلائد العقيان ومحاسن الأعيان، ورد فيه على ابن باجة، بل حتى أنه اتهمه بالزندقة والإلحاد.

كان فلسفة ابن باجة مميزة، حيث يقول في الإنسان: كل حي يشارك الجمادات في أمور، وكل إنسان يشارك الحيوان في أمور، ولكن يتميز الإنسان عن الحيوان غير الناطق والجماد، والنبات بالقوة الفكرية، ولا يكون إنسانا إلا بها.

كما قام هذا الفيلسوف بترتيب الناس في منازل، وهذه المنازل هي:

المرتبة الجمهورية: والناس في هذه المرتبة لا ينظرون إلا إلى المعقول.

المرتبة النظرية: والناس في هذه المرتبة ينظرون إلى الموضوعات أولا، ومن ثم ينظرون إلى المعقول ثانيا وللموضوعات.

مرتبة السعادة: وهم الذين يرون الشيء بنفسه.

كان ابن باجة عالما كبيرا وألف العديد من الكتب في الطب والصيدلة، والفلك والفلسفة وساهمت هذه الأعمال في تخليد اسمه.

توفي ابن باجة في مدينة فاس في المغرب في العام 553 للهجرة الموافق 1138 ميلادي عن عمري يناهز ثمانية وخمسين عاما قضاها في التأليف والإبداع.

أبرز أعماله:

رسائل ابن باجة الإلهية؛ كتاب اختصار الحاوي للرازي؛ كلام في المزاج بما هو طب.

إقرأ أيضاً: ابن منظور – قصة حياة ابن منظور مؤلف لسان العرب

التعليق 1

أكتب تعليقك ورأيك