ولد العلامة السيد محمد حسين فضل الله في مدينة النجف في العراق بتاريخ 2 تشرين الثاني نوفمبر 1935 ، والده هو السيد عبد الرؤوف فضل الله عالم الدين المشهور في جبل عامل بلبنان ، وهم من بلدة عيناتا في جنوب لبنان .
يعتبر السيد محمد حسين فضل الله أحد كبار علماء المذهب الشيعي في لبنان والعالم في العصر الحديث ، وقد بدأ دراسة العلوم الدينية مبكرا وهو في التاسعة من عمره على يد والده ، كما انه نشأ في كنف الحوزة العلمية في النجف على يد كبار أساتذتها في ذلك الحين ، وعلى رأسهم المرجع الديني أبو القاسم الخوئي ( الذي أعطاه وكالة لقبض الأموال الشرعية ) ، والمرجع الديني محسن الحكيم وغيرهم العديد من أهم علماء المذهب الشيعي ، وقد أصبح السيد فضل الله أستاذا للأصول والفقه في حوزة النجف .
كان اهتمام السيد فضل الله واضحا بالنشاط الثقافي بالنجف ، كما كان مهتما بدراسة الأمور الدينية ، حتى أصدر مع البعض من زملائه مجلة خطية اسمها ” الأدب ” ، وكانت له الصفحة الثانية من مجلة ” الأضواء ”
انتقاله الى لبنان :
انتقل السيد محمد حسين فضل الله الى بلده الأم لبنان في عام 1966 بعد مطالبة الناس له بذلك ، ليبدأ من مسجد الإمام علي بمنطقة النبعة نشاطه التبليغي ، كما قام بتأسيس حوزة باسم ” المعهد الشرعي الاسلامي ” ، كما قام بإنشاء المستشفيات والجمعيات الخيرية التي ساهمت بزيادة شعبيته .
ليتخذ بعد ذلك من مسجد الامام الرضا في منطقة بئر العبد ببيروت مركزا لنشاطه التبليغي ولنشر الثقافة والوعي ، كما أنه كان من بين العاملين على نشر ارشادات وفكر الامام الخميني .
كان للسيد محمد حسين فضل الله دور كبير على حث الشباب على محاربة الظلم والجهاد في وجه الاحتلال ، مما ساعد على تشكيل بيئة حاضنة للأحزاب الدينية المقاومة وخصوصا حزب الله ، هذا ويعتبره البعض المرشد الروحي لحزب الله اللبناني وخصوصا في بداياته ، وهو من العلماء الذين شرّعوا القيام بعمليات استشهادية في مواجهة العدو الصهيوني ، وخصص جزءا من الأموال الشرعية التي ترده لدعم الحركات المقاومة للاحتلال الصهيوني سواء في لبنان أو في فلسطين ، ودعا العراقيين الى محاربة المحتل الأميركي ، وكان له حضوره المميز في اسقاط اتفاق 17 أيار بين لبنان والعدو الاسرائيلي
أدت مواقفه الداعمة لمحاربة الاحتلال الى محاولة اغتياله من خلال متفجرة بئر العبد ، وبالرغم من نجاة السيد فضل الله فقد استشهد وأصيب مئات الأبرياء في هذا التفجير ، كما أن منزله تعرض للقصف الصهيوني في حرب تموز 2006 .
اعلن السيد محمد حسين فضل الله في عام 1997 تصديه للمرجعية الدينية ، وقام بطرح رسالته العملية ، حيث يعتبر السيد فضل الله من ابرز علماء الشيعة الذين دعوا الى نبذ الخلافات والسعي الى الوحدة الاسلامية باعتبار أن ما يجمع المسلمين اكبر مما يفرقهم بمئات المرات ، وكان من الاعضاء البارزين في المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب وشارك في الكثير من المؤتمرات الداعية لهذا التقريب .
وكان للسيد فضل الله بعد تصديه للمرجعية الدينية العديد من الفتاوى والآراء التي عرضته للانتقاد من بعض المراجع الدينية لدى المذهب الشيعي ، ومنها على سبيل المثال أنه ممن يعتمدون على الحسابات الفلكية في تحديد بداية الشهور القمرية بينما تعتمد الغالبية العظمى للمراجع على الرؤية بالعين المجردة أو العين المسلحة ( المناظير ) لتحديد بداية الأشهر القمرية .
تتعدد اصدارات ومؤلفات السيد فضل الله في المجال الديني ، ولعل كتابته تفسيرا للقرآن الكريم من خلال 20 مجلد هو اهم اعماله في مجال الكتابة ، بالإضافة الى الكثير من المؤلفات التي تتوزع بين الكتيبات الصغيرة الى أن تصل الى المجلدات .
وفاته :
توفي السيد محمد حسين فضل الله في مستشفى بهمن بالعاصمة اللبنانية بيروت بتاريخ 4 يوليو 2010 ، بعد صراع طويل مع المرض ، وقد دفن بمسجد الامامين الحسنين بحارة حريك في الضاحية الجنوبية ببيروت .
[…] إقرأ أيضاً: محمد حسين فضل الله – قصة حياة عالم الدين اللبناني […]