ولد البطريرك نصر الله بطرس صفير بمنطقة ريفون في قضاء كسروان اللبناني بتاريخ 15 مايو 1920 ، وقد انتخب في 19 أبريل 1986 ليصبح بطريريك الكنيسة المارونية السادس والسبعون ، وقد استمر صاحب الغبطة في مركزه مدة 25 سنة ، فقد استقال عام 2011 بسبب تقدمه بالعمر ، وبذلك أصبح ثاني بطريرك يقدم استقالته عبر التاريخ الطويل للكنيسة المارونية ، وقد انتخب البطريرك بشارة بطرس الراعي كخليفة له .
مسيرة نصر الله بطرس صفير الكهنوتية :
بعد ان درس الكاردينال نصر الله بطرس صفير مراحله الدراسية الأولى في مدرسة مار عبد ، أتم دراسته الثانوية بالمدرسة الإكليريكيّة البطريركيّة المارونيّة ، ثمّ بالمعهد الإكليريكي الشرقي الذي يتبع للجامعة اليسوعية .
تابع البطريرك الراحل دراسة الفلسفة واللاهوت حتى رقي الى مرتبة الكهنوت بتاريخ 7 مايو 1950 ، ليعين خادماً لرعية منطقته ريفون ، وأمين سر لأبرشية دمشق (والتي تدعى حالياً صربا ) واستمر في منصبه حتى عام 1950 .
بعد ان رقي الى الدرجة الأسقفية عين نصر الله بطرس صفير كنائب بطريركي بتاريخ 16 يونيو 1961 ، وبعد ذلك وفي عام 1975 تمّ تعيينه كمدير بطريركي ورئيس اللجنة التنفيذية في مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك ، كما تولى لاحقاً العديد من المناصب الهامة في الكنيسة المارونية ومنها المرشد الروحي لمنظمة فرسان مالطة ذات السيادة .
انتخب نصر الله بطرس صفير كبطريرك الموارنة بتاريخ 19 أبريل 1986 ، ليخلف البطريرك المعوشي ، وقد شغل منصب رئيس مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في بلده لبنان ، كما انه شارك بالعديد من مجامع السينودس ، وفي تاريخ 26 نوفمبر 1994 أصبح كردينالاً ، ثمّ عضواً بالمجلس الحبري لتفسير النصوص التشريعية وفي المجلس الحبري لراعوية الخدمات الصحية ، وقد كانت له الكثير من الإنجازات الكنسية منها إحداث العديد من الأبرشيات المارونية للمغتربين خارج لبنان ، كما صدر في عهده نسخ جديدة لمعظم الرتب الطقسية المارونية وغيرها من الانجازات الكبيرة ، وبالإضافة الى ما ذكرناه فقد ألف وترجم العديد من الكتب الدينية .
البطريرك نصر الله بطرس صفير في عالم السياسة :
لعب الكاردينال الراحل دور كبير في السياسة اللبنانية ، فقد كان انتخابه عام 1986 عندما كانت الحرب الأهلية اللبنانية في أوجها ، وعند حصول اتفاق الطائف سنة 1989 قام بتغطيته ومنحه الشرعية المسيحية ، كما أنه وفي عام 2000 رعى مصالحة الجبل مع وليد جنبلاط في محاولة منه لإنهاء مفاعيل تهجير الجبل .
كان نصر الله بطرس صفير من أوائل المطالبين بخروج القوات السورية من لبنان ، وساهم في عام 2000 بإصدار النداء الأول للمطارنة الموارنة المطالب بخروج هذه القوات ، وبعد خروج القوات السورية عام 2005 كان للبطريرك صفير العديد من المواقف التي كانت منسجمة مع حركة 14 آذار السياسية في لبنان حتى اعتبر مرشدها الروحي ، وهذا ما سماه البعض انحياز بكركي وقد تسبب في توتر علاقاته مع بعض أبرز أقطاب السياسة المارونية ومنهم تيار المردة ولاحقاً التيار الوطني الحر .
كان الكاردينال بطرس صفير من أصحاب المواقف الحادة والرافضة لبقاء السلاح في يد حزب الله ، كما انه اتخذ بعض المواقف التي اعتبرت خروج عن الدور الكنسي ووقوف سياسي الى جانب بعض الاطراف في لبنان وخارجه ، ومنها إعلانه أن انسحاب اسرائيل ( الكيان الصهيوني ) من مزارع شبعا سيعيد الأمور معها الى الوضع الطبيعي ، وقد أذاع رقيماً بطريركياً بتشييع عقل هاشم الذي يعتبر من كبار المتعاملين مع العدوالاسرائيلي ، كما انه اعتبر ان اتفاقية سايكس بيكو هي من أدت لاستقلال لبنان عن تركيا .
وفاة نصرالله بطرس صفير :
تقدم البطريرك صفير باستقالته في عام 2011 كي يتفرغ للتأمل والصلاة ، واستمر بهذا الوضع حتى وافته المنية صباح يوم الأحد 12 مايو 2019 عن عمر 99 عام .
إقرأ أيضاً : عبد الأمير قبلان – رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى في لبنان
[…] إقرأ أيضاً : نصر الله بطرس صفير – قصة حياة البطريرك الماروني السادس… […]