ولد المرجع الشيعي محمد الحسيني الشيرازي في مدينة النجف عام 1928 م – 1347 هجري ، وهو ينتمي لأسرة شيعية بارزة ظهر منها الكثير من رجال الدين في ايران والعراق ، ومنهم والده المرجع مهدي بن حبيب الله الشيرازي ، وآخاه المرجع الحالي صادق الحسيني الشيرازي .
تميز المرجع محمد الحسيني الشيرازي بأخلاقه الاسلامية الرفيعة ، فقد كان مبتعدا عن مباهج الحياة ومتقيا لله ومتوكلا عليه في جميع أموره بالإضافة الى تواضعه الكبير واحترامه لجميع الناس كبيرهم وصغيرهم ، حيث كان مثالا يحتذى به في سعيه لإعلاء راية الاسلام وفي مكارم الأخلاق والأسوة الحسنة ، فنصر المظلومين وأعان الملهوفين وواجه الحكام الجائرين بمواقفه المبدئية وبأسلوبه السلمي المشروع ، فواجهته الحكومات بشتى الوسائل ، حتى أنه تعرض بسبب مواقفه لأكثر من محاولة اغتيال وتعرضت مؤسساته وكتبه الى المصادرة والحرق ، وسجن العديد من تلامذته وتعرضوا للمضايقة ، إلا أن كل ذلك لم يغير في مواقفه المبدئية .
شهد للسيد محمد الحسيني الشيرازي الكثير من أهل الخبرة وكبار المجتهدين بمرجعيته ترجيحا أو إرجاعا أو بنحو الأولوية أو بسعة اطلاعه وأعلميته ، وقد عرف بعدة ألقاب منها المجدد الشيرازي الثاني والامام الشيرازي وسلطان المؤلفين ، فمؤلفاته تجاوزت الألف في مختلف المواضيع الدينية والسياسية وفي الاجتماع والتاريخ والاقتصاد واللغة العربية ..وغيرها .
لعل ” موسوعة الفقه ” تعتبر من أشهر مؤلفاته فقد تجاوزت مجلداتها عدد 150 مجلدا ، مما جعلها الموسوعة الأكبر عند الشيعة ، ومن كتبه المعروفة أيضا كتاب ” القواعد الفقهية ” الذي تعرض فيه الى البعض من القواعد الفقهية التي لم يتعرض لها غيره ، كما انه كان متميزا بذكر الآراء الفقهية المختلفة والنقاش فيها .، حتى ألفت عدد من الدراسات والكتب عن حياته ومنهاجه العلمي ومؤلفاته ومنها ( دراسات في فكر الامام الشيرازي – انفجار الحقيقة – خواطر عن السيد الوالد ) .
اهتم المرجع الشيرازي بالمؤسسات الانسانية والدينية ، فقام بتأسيس العشرات من المساجد والحسينيات والمكتبات والمدارس والمستوصفات وصناديق الاقراض الخيري ودور النشر ، كما أسس أنصاره ووكلاؤه تحت رعايته الكثير من المشاريع الدينية والاجتماعية في العديد من دول العالم ، كما انه أولى التربية أهمية قصوى فتخرج من على يديه عدة اجيال من علماء الدين والخطباء والكتاب وغيرهم .
توفي المرجع محمد الحسيني الشيرازي في مدينة قم بإيران عام 2001 م – 1422 هجري .
إقرأ أيضاً: عبد الأمير قبلان – رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى في لبنان
أكتب تعليقك ورأيك