ولد السيد محسن الطبطبائي الحكيم في مدينة النجف عام 1889 م ، وتعود جذور عائلته الى جبل عامل في لبنان ، وقد كان جده الذي يدعى ” مهدي الحكيم ” من المدرسين المعروفين لعلم الأخلاق في زمانه ، بينما كانت أمه حفيدة الفقيه الديني “عبد النبي الكاظمي ” .
أنهى السيد محسن الحكيم دراسته الابتدائية ودراسة المقدمات ، ليبدأ بدراسة مرحلة السطوح ، وعندما أصبح في العشرين من عمره تتلمذ على يد كبار مراجع الدين الشيعة في زمانه ومنهم ( محمد كاظم اليزدي – ضياء الدين العراقي – شيخ الشريعة الأصفهاني – علي باقر الجواهري ) .
تسلم السيد الحكيم المرجع الثاني للشيعة حول العالم بعد السيد أبو الحسن الأصفهاني ، ليتسلم بعد ذلك مرجعية الشيعة العامة بعد أن توفي حسين البروجردي ، فقام بوضع نظام اداري للحوزة العلمية وقام بإرسال المبلغين الى مختلف الأراضي العراقية ، وبدأ ببناء المدارس فازداد عدد الطلاب الذين يدرسون في الحوزات العلمية بالنجف ، وأدخل دروس جديدة كالعقائد والاقتصاد والفلسفة والتفسير ، كما قام بالإشراف على العديد من المجلات الاسلامية الصادرة في تلك الأيام ومنها ( النجف – رسالة الاسلام – مجلة الأضواء ) .
شارك السيد محسن الحكيم العراقيين في تصديهم للاحتلال البريطاني ، حيث انه كان المسؤول عن المجموعة الجهادية في منطقة الشعبية بجنوب العراق ، فقد كان منذ ريعان شبابه رافضا للظلم والظالمين ، وشارك في الكثير من الفعاليات التي أقامها أهل السنة ، وشجع أهل السنة على المشاركة في فعاليات الشيعة بهدف جمع المسلمين بمختلف مذاهبهم ، فحارب التمييز الطائفي والمذهبي والعرقي وقاوم جميع أشكال التعصب ، وكانت فتواه القاضية بحرمة مقاتلة الأكراد المتواجدين شمال العراق أكبر دليل على توجهه هذا .
كما أنه دعم كل حركات التحرر في المنطقة العربية والاسلامية وخصوصا حركة تحرير فلسطين ، وأكد على ضرورة الوحدة الاسلامية وأن يكون الهدف الأسمى والموحد لجميع المسلمين هو تحرير فلسطين من الصهاينة .
تصدى المرجع الحكيم للأفكار الشيوعية التي انتشرت بكثرة في العراق بتلك الفترة ( على اعتبار انها أفكار إلحادية على ما يعتبرها الدين الاسلامي ) ، فوجه الناس الى ان الاسلام هو القادر على تحقيق العدالة الاجتماعية ، ليقوم بإصدار فتواه الشهيرة بأن الشيوعية إلحاد وكفر .
كان للمرجع الحكيم الكثير من المؤلفات الهامة ومنها ( منهاج الصالحين – تحرير المنهاج – رسالة في سجدة السهو – مستمسك العروة والوثقى ..وغيرها الكثير ) .
توفي السيد محسن الطبطبائي الحكيم عام 1970 م عن عمر ناهز 81 عاما ، حيث تم تشييعه من بغداد الى النجف بموكب مهيب شارك فيه الملايين واستمر مدة يومين .
إقرأ أيضاً: أبو القاسم الرافعي القزويني – قصة حياة المقلب بعالم العجم والعرب
أكتب تعليقك ورأيك