فخر الدين الرازي واسمه الكامل محمد بن عمر بن الحسن بن الحسين بن علي الرازي، والمكنى بأبي عبد الله، عالم، وإمام، ومفسر كبير، يعد واحدا من أهم العماء في العصر العباسي، كان غزير الإنتاج، وأطلق عليه ألقاب عديد منها سلطان المتكلمين، الإمام الكبير، وشيخ العقول والمنقول.
ولد في العام 544 في مدينة الري، وفيها نشأ، ولقد كانت عائلته عائلة علم، حيث كان والده فقهيا ومتكلما، وعلى يديده بدأ عالمنا بنهل العلم، واستفاد كثيرا من العلوم التي كان يدرسها والده، وأتقنها.
بعد وفاة والده سار عالمنا على نهجه، فرحل إلى سمنان، وعمل لدى كمال الدين أحمد بن زيد لفترة من الزمن قبل أن يعود إلى الري مجددا.
كان محبا للعلم بكافة أنواعه، وكان يرى أن تعلم الإنسان لكافة العلوم يعد من الفرائض التي يجب على الإنسان أن يتعلمها، وكان يرى أن عليه أن يعرف كل العلوم من أجل أن يعرف أضرارها، ويتجنب أخطارها.
درس فخر الدين الرازي علوم التفسير، كما درس علم الكلام، بالإضافة إلى ذلك فإنه درس الفقه والأصول، وعلوم اللغة، كما كان له اطلاع على الطب والفراسة، حتى ذاعت شهرته في مجال الطب، ولقد قام وهو في سن مبكرة في شرح قانون ابن سينا، كما قام بوضع كتاب في التشريح، ولقد حظي هذا الكتاب بشهرة كبيرة.
كما اهتم هذا العالم بالفلسفة وذلك بعد أن طلب منه مجد الدين الجيلي أن يرحل نحو مراغة من أجل يدرس الفلسفة برفقته فيها، ولقد قام بشرح الكتب الفلسفية لابن سينا، كما أنه شرح فلسفة اليونان، وقام بنقدها، بالإضافة إلى ذلك فإنه سعى إلى تأسيس حركة في الفلسفة العربية تبع العرب عن النظريات الفلسفية اليونانية، وبخاصة فلسفة أرسطو التي هاجمها بشدة.
ولكن اهتمامه الكبير بالفلسفة جعل عدد من العلماء يقومون بتوجيه سهام النقد لهم، ويعد ابن تيمية من أشهر العلماء الذين هاجموه ، حيث هاجمه بسبب كتابه عن علم السحر والنجوم، ووصل به الأمر إلى أن اتهمه بالردة عن الإسلام.
ولقد نال هذا العالم في المقابل ثناء عدد كبير من العلماء الذين انتقعوا بعلمه، فقال فيه زكريا القزويني بأنه إمام الوقت ونادرة الدهر وأعجوبة الزمان، أما ابن الأثير فقال عنه بأنه إمام الدنيا في عصره.
توفي فخر الدين الرازي في العام 604 للهجرة في مدينة هراة، وفيها دفن، وليسدل الستار بوفاته على حياة واحد من أبرز العلماء في العصر العباسي.
أبرز أعماله:
معالم أصول الدين؛ المطالب العالية من العلم الإلهي؛ الأربعين في أصول الدين؛ الإشارة في علم الكلام؛ العصر الذهبي للإسلام.
إقرأ أيضاً: سيف الدين الآمدي – قصة حياة العلامة الشهير
أكتب تعليقك ورأيك