عبد الله الهرري عالم عقيدة، داعية، كاتب، فقيه، ومحدث أثيوبي كبير، يعد واحد من أبرز علماء الدين المسلمين، ألف عددا كبيرا من الكتب في مجال الدين، ومن أبرزها كتاب الدر النضيد في أحكام التجويد.
ولد في العام 1910 في مدينة هرر الحبشية في عائلة فقيرة ومتدينة، ومحبة للعلم.
أحب العلم منذ الصغر، وبدأ بتعلم القرآن الكريم، وكان والده الداعم الأول له، حيث قام بمساعدته على الاطلاع على عدد من الكتب، ومن ثم درس على يد علماء بلدته وعلماء المناطق المجاورة.
بعد ذلك بدأ برحلته من أجل طلب العلم، فجال أنحاء الحبشة، ودخل الصومال، وعانى خلال هذه الرحلات من مجموعة كبيرة من الصعوبات، ولكنه لم يستسلم، وظل يبحث عن العلماء ويقابلهم ويسمع منهم.
تميز هذا العالم بقوة الذاكرة والقدرة على الحفظ، كما درس المذهب الشافعي وتعمق فيه، بالإضافة إلى ذلك فإنه درس الفقه المالكي، الحنبلي، والحنفي، كما أنه اهتم كثيرا بعلم الحديث، وتعمق بدراسة تفاصيله، ونتيجة لعلومه الكثيرة تم السماح له بأن يفتي وهو في الثامنة عشرة من العمر.
وبعد أن أصبح العلماء المسلمين ملاحقين في الحبشة والصومال هاجر نحو مكة المكرمة وذلك في العام 1949، وفي مكة قابل عددا من كبار علماء منهم السيد علوي المالكي، وأمين المكتبي، ومحمد ياسين الفاداني وغيرهم.
ومن ثم رحل نحو المدينة المنورة، وقابل عددا من علمائها أمثال إبراهيم الختني، وفي العام 1950 رحل نحو القدس، ومنها نحو دمشق حيث سكن في جامع القطاط في حي القيمرية، ومن ثم جال عددا من مدن سوريا قبل أن يحط رحاله في النهاية في مدينة بيروت اللبنانية.
ولقد قام خلال رحلاته بنشر علومه، حيث كان يعقد مجالس العلم في كافة المدن التي يمر بها، وبعد أن استقر في بيروت أصبح مجلسه من أهم مجالس العلم، وأصبح الطلاب يتوافدون عليه من كافة أنحاء البلاد.
كان عبد الله الهرري تقيا، ورعا، محبا لفعل الخير، متواضعا، كثير الذكر والعبادة، وكان يقول الحق دون أن يخشى أحدا.
وظل عبد الله الهرري في بيروت حتى تقدم به العمر، وبدأت الأمراض تدب في جسده، واشتد المرض عليه وألزمه الفراش حتى وافته المنية في الثاني من أيلول ( سبتمبر) عام 2008 عن عمر يناهز ثمانية وتسعين عاما قضاها بالترحال وطلب العلم ونشره.
أبرز أعماله:
الدر النضيد في أحكام التجويد، الصراط المستقيم في التوحيد، الدليل القويم على الصراط المستقيم في التوحيد، إظهار العقيدة السنية.
إقرأ أيضاً: أبو العباس القلقشندي – قصة حياة مؤلف صبح الأعشى
أكتب تعليقك ورأيك