عبد القادر مصطفى قباني مفكر وشيخ ومصلح لبناني، يعد واحدا من أهم وألمع مفكري عصر النهضة العربية، ساهم في تأسيس عدد من الصحف والمجلات التي ساهمت في توعية الشباب العربي، ومن أبرز هذه الصحفة صحيفة ثمرات الفنون.
ولد في العام 1855 في مدينة بيروت وفيها نشأ، أحب العلم منذ الطفولة، ودخل إلى كتاتيب المدينة، وتلقى فيها دروسا في علوم الدين، كما حفظ القرآن واطلع على الحديث الشريف.
وبعد أن أتم علومه قرر دخول الحياة السياسية، فانضم في العام 1873 إلى جمعية الفنون التي قام الحاج سعد الله حمادة بتأسيسها لتأمين الرعاية والتعليم لفقراء المسلمين، وتكفل بعد ذلك بالجريدة التي أصدرتها الجمعية والتي أطلق عليها اسم ثمرات الفنون، ولقد صدر العدد الأول من هذه الجريدة في العام 1975، واستمر صدور الجريدة حتى العام 1908.
وفي العام 1978 قام عبد القادر مصطفى قباني بتأسيس جمعية المقاصد الخيرية، وكان الهدف من هذه الجمعية أن تقوم بمعمل يشابه عمل الإرساليات الأجنبية، بحيث تقدم العلوم لأطفال المسلمين.
ولقد قامت الجمعية في عهده بعدة إنجازات منها افتتاح مدرسة للإناث في منطقة باشورة، كما افتتحت مدرستين للذكور واحدة في الباشورة والثانية في البازركان، كما قامت الجمعية بتأمين الأدوية والمساعدات الاجتماعية لعدد كبير من فقراء المسلمين، بالإضافة إلى ذلك فإنها نظمت عددا من رحلات الحج، كما قامت بأعمال الترجمة وعملت على إحياء التراث الإنساني.
ولم يقتصر عمل الشيخ عبد القادر مصطفى القباني على الصحافة والجمعيات وحسب، بل دخل معترك الحياة السياسية، وشغل عددا من المناصب في المراكز الأساسية في الدولة والجهاز القضائي، وذلك نظرا للسمعة الحسنة التي كان يتمتع بها، ففي العام 1880 تم انتخابه كعضو في مجلس إدارة لواء بيروت، كما تم تعيينه في العام 1898 كرئيس للمجلس البلدي في بيروت تحقيقا لرغبة الأهالي الذين رشحوه لهذا المنصب، ليكون أول رئيس منتخب لبلدية بيروت.
أثناء فترة رئاسته لبلدية بيروت قام الشيخ عبد القادر مصطفى قباني بعدد من الإصلاحات، فعمل على محاربة الجراد الذي ضرب بيروت، وساهم في دمار المحاصيل الزراعية، كما قام بتشييد السبيل المحمدي الرخامي والذي أصبح يعرف اليوم بساحة رياض الصلح، كما قام بتشييد برج الساعة في وسط بيروت، كما قام بتأسيس مدرسة الصنايع، كما أنشأ المستشفى الحكومي في بيروت.
وبعد وصول جمعية الاتحاد والترقي إلى الحكم في الدولة العثمانية اعتزل هذا الشيخ العمل السياسي، ولكنه عاد إليه بعد أن عينته سلطة الانتداب الفرنسي في إدارة الأوقاف.
توفي الشيخ عبد القادر مصطفى قباني في العام 1935 عن عمر يناهز التسعين عاما قضاها في نشر الوعي والثقافة بين شباب بلده، كما قام بإنجازات لازال أثرها حاضرا حتى الآن.
إقرأ أيضاً: درية شفيق – قصة حياة درية شفيق الأديبة الملقبة ببنت النيل
أكتب تعليقك ورأيك