عبد الرحمن الأوزاعي واسمه الكامل عبد الرحمن بن عمرو بن يحمد بن عبد عمرو الأوزاعي المكنى بأبي عمرو، عالم، شيخ، وإمام كبير، تميز بتسامحه الكبير مع اليهود والنصارى حتى أطلق عليه لقب إمام العيش المشترك.
ولد سنة 88 للهجرة الموافق 707 ميلادي ويختلف المؤرخون في مكان مولده فبعضهم قال أن ولادته كانت في بعلبك وأن نشأته كانت في قرية الكرك في سهل البقاع، ومن ثم انتقل برفقة أمه إلى بيروت، بينما قال البعض الآخر أن نشأته كانت في دمشق وسكن بمحلة الأوزاع ومنها جاء لقبه الأوزاعي.
توفي والده وهو في سن صغيرة فانتقل برفقة والدته نحو العيش في بيروت، وكان محبا للعلم، وعندما اشتد ساعده رحل في حملة إلى اليمامة، وفيها التقى بمعلمه يحيى بن أبي كثير، وترك الجند والتحق به، وظل يستمع له ويروي عنه.
وبعد أن قضى فترة في اليمامة أراد مواصلة نهل العلم، وشد الرحال نحو البصرة في العام 110 للهجرة وذلك لكي ينهل من الحسن البصري ومحمد بن سيرين، فوجد الأول قد توفي والثاني على وشك اللحاق به، ولم يسمع منهما، ولكنه سمع من قتادة بن دعامة، وعدد آخر من علماء البصرة.
بعد ذلك خرج في رحلة طلبا للعلم فسمع من عطاء بن أبي رياح في مكة، ومن محمد البار ، وابن شهاب الزهري وغيرهم من العلماء المسلمين.
بدأ عبد الرحمن الأوزاعي بالفتوى من سن الخامسة والعشرين، وهذا يدل على سعة العلم التي تمكن من الحصول عليها وهو في هذه السن الصغيرة.
بعد ذلك استقر في دمشق وكان مقربا من خلفائها الأمويين، وبعد زوال دولة بني أمية دعاه عبد الله بن علي العباسي إليه عندما دخل دمشق، وعرض عليه القضاء إلا أنه رفض ذلك.
وفي زمن الخليفة المنصور حظي عبد الرحمن الأوزاعي بمكانة كبيرة، فالخليفة كان يحبه ويحترمه ويستمع لكتبه التي يرسلها له.
كان هذا الشيخ من كبار المدافعين عن الإسلام والسنة النبوية، ولقد قام بتطوير مذهبه حتى أصبح خامس مذاهب أهل السنة والجماعة، وانتشر مذهبه في الشام، المغرب، ووصل إلى الأندلس، ولكن مذهبه اندثر لأن تلاميذه لم يقوموا بتدوينه.
توفي عبد الرحمن الأوزاعي في العام 157 للهجرة الموافق 774 ميلادي عن عمر يناهز سبعة وستين عاما، بعدما وضعت زوجته الموقد وأغلقت باب الحمام عليه لتقيه البرد، ولكنه مات خنقا ولم يقدر أن يصل إلى الباب، وبوفاته يسدل الستار على حياة عالم أهل الشام.
أبرز أعماله:
مسند الإمام الأوزاعي؛ سير الأوزاعي.
إقرأ أيضاً: ابن عباس – قصة حياة حبر الأمة وترجمان القرآن
أكتب تعليقك ورأيك