ولد السيد عبد الحسين شرف الدين في مدينة الكاظمية بالعراق عام 1873 م ، وهو لبناني الأصل من منطقة جبل عامل ، والده هو السيد يوسف شرف الدين من علماء الشيعة المعروفين وقد تربى السيد عبد الحسين في كنفه .
عاش السيد شرف الدين في العراق منذ تاريخ ولادته وحتى بلوغه 32 عاما ، تمكن خلال هذه المدة من أن ينال درجة الاجتهاد المطلق ، بعد دراسته في سامراء والنجف على يد كبار علماء المذهب الشيعي الاثني عشري في ذلك الزمن ، ليعود بعد ذلك الى بلده الأم لبنان ويستقر في مدينة صور ، ليسهم في نهضة منطقة جبل عامل من الناحية الأدبية والعلمية ، كما سعى بشكل كبير من خلال حواراته البناءة مع علماء ومشايخ أهل السنة الى التقريب بين المذاهب الاسلامية .
كان السيد عبد الحسين شرف الدين أحد أهم أعلام عصره عملا وعلما وجهادا وتأليفا وبناء للمؤسسات الخيرية والاجتماعية ، كما كان الناس يرجعون اليه لحل مشكلاتهم ، فكان منزله في صور ملجأ لكل محتاج بغض النظر عن ماهية هذه الحاجة ، وكان ديوانه مفتوح ومشرّع للجميع ، كما كان اهتمامه منصبا بشكل كبير على تعليم الناشئة فقام بتأسيس ” المدرسة الجعفرية ” بصور سنة 1938 ، وأسس نادي ” الامام الصادق ” المتخصص بالمحاضرات الثقافية والاحتفالات الدينية ، كما أسس جمعية ” البر والاحسان ” التي كانت تجهز وتدفن اموات المساكين بالإضافة لدورها الاجتماعي ، ولعله كان من أوائل علماء المذهب الشيعي الذين اهتموا بالمهاجرين لإفريقيا ، فأرسل العديد من المبلغين الى افريقيا .
مواقفه السياسية :
للسيد شرف الدين العديد من المواقف السياسية حول الأحداث التي جرت في زمانه ، ولعل أبرز تلك المواقف هي :
- وقوفه الى جانب الثورة العربية الكبرى بشكل قوي ، وكان من ضمن المنادين بالوحدة السورية بقيادة الملك فيصل .
- عارض الوجود الفرنسي وحضّ على مقاومته في مؤتمر وادي الحجير ، فهو كان من الأشخاص المشاركين فيه وألقى خطاب بالمؤتمر دعا خلاله الى نبذ التفرقة المذهبية والطائفية .
- قام الفرنسيون بالحكم عليه غيابيا بالإعدام وأحرقوا منزله ومكتبته النفيسة ، مما اضطره الى الهرب لدمشق وبعدها لمصر ثمّ قرية علما الفلسطينية القريبة من جبل عامل فاجتمع بعائلته مرة أخرى ، ثم عاد بعد ذلك الى مدينة صور بعد اسقاط الحكم عنه واستقرار الأوضاع .
مؤلفاته :
كان السيد عبد الحسين شرف الدين من أهم الكتاب والمؤلفين في مجال العقائد الدينية الشيعية فقام بتأليف ثلاثين كتابا ، ولعل كتابه ” المراجعات ” من أشهر هذه الكتب حيث طبع لمرات كثيرة وما زال يطبع حتى الآن .
وفاته :
توفي السيد عبد الحسين شرف الدين في عام 1957 ، حيث نقل جثمانه الى مدينة النجف في العراق ليدفن في مشهد الإمام علي بن أبي طالب .
إقرأ أيضاً: موسى الصدر – قصة حياة عالم الدين اللبناني المغّيب
أكتب تعليقك ورأيك