سعيد بن منصور بن شعبة الخرساني المروزي الطالقان، عالم حديث ودين كبير، يعد واحدا من أهم علماء مدرسة الحديث، وساهم في حفظ الحديث النبوي الشريف، وتنقيته من الأحاديث الموضوعة.
ولد في أواسط القرن الثاني للهجرة في مدينة جوزجان في منطقة خراسان، وفي هذه المدينة عاش سنين الطفولة.
كان محبا للعلم منذ صغره فبعد أن قضى فترة في مساجد مدينته انتقل نحو مدينة بلخ حيث استقرت فيها عائلته، وفي بلخ حفظ القرآن الكريم، وبدأ بارتياد حلقات المساجد، وبدأ بالاطلاع على العلوم الدينية والشرعية.
وبعد أن اشتد ساعده رغب بالقيام في رحلة طلبا للعلم، فجال في عدد من مدن خرسان ودرس على يدد من علمائها، ومن ثم رحل نحو العراق ودرس على يد علمائها، وزار الكوفة والبصرة، وبغداد.
وخلال هذه الرحلة درس على يد عدد كبير من أهم شيوخ وعلماء عصره، ومن أبرز شيوخه مالك بن أنس، الليث بن سعد، فليح بن سليمان، أبو معشر السندي، عبيد الله بن إياد بن لقيط، أبو عوانة الوضاح، الوليد بن أبي ثور، خالد بن عبد الله، إسماعيل بن عياش، سفيان بن عيينة، عتاب بن بشير، بالإضافة إلى عدد آخر من العلماء.
اطلع هذا العالم على علوم الدين، الحديث، الفقه، الأدب، واللغة، والبلاغة، وكان يتمتع بذاكرة قوية، حيث كان يحفظ الروايات والعلوم التي يسمعها من علمائه وشيوخه بسرعة كبيرة.
كما سعيد بن منصور ذكيا ويتمتع بسرعة البديهة، ولقد استطاع حفظ عدد كبير من الأحاديث مع أسانيدها، وكان بارعا في عملية التأكد من صحة الحديث وصحة روايته.
ولقد تتلمذ على يديه عدد كبير من العلماء والأدباء والتلاميذ ومن بينهم أحمد بن حنبل، أبو ثور الكلبي، أبو محمد الدارمي، وسلمة بن شبيب، أبو بكر الأثرم، وأبو داوود، مسلم، عمير بن مرداس، وخلق بن عمرو العكبري.
ألف سعيد بن منصور عددا من الكتب في مجال الحديث وتفسير القرآن الكريم، ولقد كانت هذه الكتب من مؤلفات عصره.
استقر سعيد بن منصور في أواخر أيامه في مدينة مكة المكرمة، وعقد حلقة للعلم فيها، وظل يكتب ويؤلف حتى وافته المنية في العام 227 ودفن في مكة المكرمة، وبرحيله يسدل الستار على حياة عالم من أهم علماء الحديث في عهد الدولة العباسية، والذي ساهم بنشر هذا العلم بين الناس.
أبرز أعماله:
سنن سعيد بن منصور؛ التفسير.
إقرأ أيضاً: حسن العطار – قصة حياة شيخ الجامع الأزهر
[…] إقرأ أيضاً: سعيد بن منصور – قصة حياة عالم الحديث الكبير […]