بابا نويل أو سانتا كلوز كما يطلق عليه في عدد كبير من أنحاء العالم شخصية ترتبط ارتباطا وثيقا بعيد الميلاد، فهو الشخص الذي يدخل الفرحة على قلوب الأطفال من خلال جلب الهدايا لهم في ليلة عيد الميلاد.
قد يظن البعض أن قصة بابا نويل قصة أسطورية، حيث يتم تصويره بشكل مستمر في قصص الأطفال على أنه رجل سمين بلحية بيضاء، تعلو وجهه ابتسامة بشوشة، يرتدي الزي الأحمر ويقود عربة تجرها الأيائل، ويحمل كيسا على ظهره بداخله الهدايا التي سيقدمها للأطفال.
ويعيش بابا نويل بحسب القصص في القطب الشمالي، ويبقى طوال العام يعمل مع زوجته على صناعة الألعاب والدمى للأطفال، وذلك لكي يقدمها لهم في ليلة عيد الميلاد، حيث يدخل إلى المنزل من المدخنة ويضع الهدية في الجورب الذي علقه الطفل على شجرة عيد الميلاد.
لكن في الحقيقة إن قصة بابا نويل قصة حقيقية وليست أسطورية، وتعود أصول الحكاية إلى القرون الأولى للمسيحية، وبالتحديد إلى القديس اليوناني نقولا أو القديس نيكولاس، كما يطلق عليه اسم نيقولا ميرا نسبة للمدينة التي ولد فيها وهي مدينة ميرا الواقعة في منطقة ليقيا في جبال الأناضول التركية.
ولد هذا القديس في الخامس عشر من آذار ( مارس) عام 270 ميلادي، كانت عائلته ثرية للغاية، لكنه عمل على توزيع هذه الثروة على الناس، كان أسقفا على مدنية ميرا ليكيا، حيث تم تعيينه في هذا المنصب في عام 300 ميلادي خلفا لعمه.
دافع هذا القديس عن المسيحية بشكل كبير في فترة الاضطهاد الكبير في الإمبراطورية الرومانية، وعرض حياته للخطر من أجل الدفاع عن الدين، كما يعرف هذا القديس باسم شفيع البحارة، حيث أنه ساعدة سفينة رومانية في العام 311 ميلادي بمد الأشرعة، وأقنع قبطانها بإعطاء جزء من حمولته لسكان بلدته من أجل الحد من المجاعة التي كانت تضرب المدينة، فنفذ القبطان طلبه، وعلى الرغم من إعطائه جزء من حمولته إلا أن مخازن السفينة ظلت ممتلئة، في معجزة تم نسبها له، كما نسب له عدد من المعجزات الأخرى.
كان محبا لفعل الخير، ورسم الفرحة على الوجوه، وكان يعمد إلى وضع الهدايا للأطفال في الجوارب المعلقة بجوار المدفأة لكي تجف، وذلك لكي يدخل الفرح والسرور على قلوبهم، كما كان يعمد إلى توزيع الطعام على السكان والفقراء دون أن يعلموا من هو الفاعل.
توفي هذا القديس في السادس من كانون الأول (ديسمبر) عام 346 ميلادي، بعد أن قضى حياته كلها في مساعدة الفقراء، ورسم البسمة على شفاه الأطفال، ويقال أن رفات هذا القديس تفيض بزيت عطر ذي رائحة طيبة للغاية.
بدأ الاحتفال بسانتا كلوز في القرن السابع عشر في هولندا، ومن هولندا انتقل هذا الاحتفال إلى كافة أرجاء العالم حتى غدا تقليدا سنويا ليلة عيد الميلاد.
أما الصورة للحالية لبابا نويل فتعود بأصولها فتعود لقصيدة كتبها الشاعر الأمريكي كليمنت كلارك مور وحملت القصيدة عنوان الليلة السابقة لعيد الميلاد، وكان ذلك في العام 1823، حيث وصفه بأنه يقود عربة تقودها الأيائل ويوزع الهدايا على الأطفال.
أما بالنسبة للون ثياب بابا نويل الأحمر فقد تم اختياره في العام 1920 بطريقة غير مقصودة، حيث قامت شركة كوكا كولا برسم سانتا كلوز ولونته بالأحمر كدعاية لها، ومنذ العام 1931 أصبح هذا اللون هو اللون الذي يعرف به سانتا كلوز.
وبهذا يسدل الستار على قصة بابا نويل الحقيقية، ولقد أضيفت إلى قصة نيكولاس خلال مرور السنوات العديد من الحكايات والتي أنتجت في النهاية شكل سانتا كلوز الحالي.
شاهد قصة حياة بابا نويل بالفيديو
إقرأ في نجومي أيضاً: أوشو – قصة حياة أوشو الفيلسوف الهندي الملقب بالمعلم الكبير
[…] إقرأ أيضاً: بابا نويل – قصة حياة بابا نويل المعروف بـ سانتا كلوز […]