الليث بن سعد بن عبد الرحمن بن عقبة الفهمي إمام وعالم ومحدث وفقيه كبير، يعد واحدا من أهم وأبرز علماء الحديث، كان إمام أهل مصر في زمانه، كما أنه كان صاحب مذهب من المذاهب الإسلامية المندثرة.
ولد في العام 94 للهجرة الموافق 713 ميلادي في مدينة قرقشندة في مصر، لأسرة تعود بأصولها إلى بلاد فارس وبالتحديد أصبهان.
أحب العلم منذ الصغر، وكانت بداية تعلميه على يد تابعي مصر، وبعد أخذ عنهم الكثير قرر في سن العشرين الرحيل نحو مكة المكرمة لأداء فريضة الحج، وللتزود بالعلم من علمائها.
وبعد أن قضى في مكة برهة من الزمن عاد إلى مصر وبحوزته علوم كثيرة، ولقد أخذ علمه هذا عن عطاء بن أبي رياح، وعبد الله بن أبي مليكة، وسعيد بن أبي سعد المقبري، وابن شهاب الزهري، وغيرهم من العلماء.
ومن ثم عقد في مصر حلقة للعلم كان يدرس فيها العلوم التي نهلها وتحصل عليها، ولقد تتلمذ على يديه عدد كبير من العلماء، ومن أبرز من تتلمذ علي يديه محمد بن عجلان، أشهب بن عبد العزيز القيسي، سعيد بن شرحبيل، سعيد بن عفير، ويحيى بن يحيى التميمي، وأبو الجهم العلاء بن موسى، قتيبة بن سعيد، محمد بن رمح، ويزيد بن موهب الرملي، بالإضافة إلى عدد آخر من العلماء.
وكان يقسم المجلس الذي يعقده إلى أربعة أقسام الأول للوالي يستشيره في حوائجه، والثاني خصصه لأهل الحديث، أما القسم الثالث فقام بتخصيصه للمسائل الفقهية، وللراغبين بالأسئلة حولها، أما القسم الرابع فكان مخصص للناس الذين يسألونه عن المال، وتميز هذا العالم بعدم رده لهؤلاء السائلين مهما بلغت قيمة المبالغ التي يطلبونها.
عد الليث بن سعد إمام زمانه، كما أنه استقل بالفتوى، ولقد أثنى عليه ومدحه عدد كبير من العلماء، حتى أنه استطاع أن يقيم مذهبا خاصا به، وكان كثيرا ما يخالف ابن مالك وبخاصة آرائه الفقهية، وكان الحديث الصحيح هو الأساس الذي استند عليه في بناء مذهبه الفقهي، ولكن منهجه لم يحفظ كما حفظت المناهج الأخرى.
ولقد حظي هذا العالم بمنزلة كبيرة لدى خلفاء عصره، فأبو جعفر المنصور أراد توليته مصر، فاعتذر لكونه من الموالي.
واستمر الليث بن سعد بنشر علمه حتى وافته المنية في العام 175 للهجرة الموافق 791 ميلادي عن عمر يناهز 78 عاما قضاها في تحصيل العلم ونشره، وبوفاته يسدل الستار على أعظم علماء مصر وفقهائها.
إقرأ أيضاً: ماء العينين القلقمي – قصة حياة الشيخ الموريتاني الكبير
[…] إقرأ أيضاً: الليث بن سعد – قصة حياة الفقيه وراوي الحديث الكبير […]
[…] إقرأ أيضاً: الليث بن سعد – قصة حياة الفقيه وراوي الحديث الكبير […]