ابن حجر العسقلاني واسمه الكامل أحمد بن علي بن محمد بن محمد بن علي بن محمود بن أحمد بن أحمد بي الكناني العسقلاني الملقب بشهاب الدين والمكنى بأبي الفضل، كاتب، عالم عقيدة، عالم حديث، قاضي، ومؤرخ من العصر المملوكي، يعد من أئمة الحديث، ولقب بأمير المؤمنين في الحديث.
ولد عام 773 للهجرة في القاهرة في مصر وفيها نشأ، وتعود أصوله إلى قبيلة كنانة بن خزيمة والتي تنتمي إلى قبيلة مضر، وكانت تسكن في مدينة عسقلان، ومن ثم هاجرت نحو مصر.
أحب العلم منذ الصغر متأثرا بوالده والذي كان أحد علماء عصره، ودخل الكتاب منذ الصغر، وقبل أن يتم الثالثة عشرة من العمر تمكن من حفظ القرآن الكريم كاملا، ومن ثم بدأ يطلع على العلوم والآداب الأخرى، وكان يحفظ بسرعة كل ما تقع عينه عليه.
وفي العام 785 للهجرة رحل ابن حجر العسقلاني نحو مكة رغبة منه في الحصول على العلم، وفيها عاش لمدة سنة واحدة نهل فيها العديد من العلوم، وفي مكة درس الحديث على يد الشيخ عبد الله بن سليمان النشاوي، والشيخ جمال الدين بن ظهيرة، وبعد أن أتم دراسة الحديث في مكة المكرمة قفل عائدا نحو القاهرة.
وبعد أن عاد إلى القاهرة واصل نهل العلوم، وعكف على دراسة الحديث النبوي الشريف، فأصبح تلميذا لعبد الرحيم العراقي، كما تلقى الفقه الشافعي من الشيخ ابن الملقن والعز ابن جماعة.
ومن ثم قام ابن حجر العسقلاني برحلة أخرى طلبا للعلم، فزار بلاد الشام، ومنها اتجه نحو بلاد الحجاز، ومن ثم نحو اليمن، ليعود بعدها نحو مكة من جديد، وبعد أن انتهى من رحلته هذه قام برحلة أخرى طلبا للعلم نحو فلسطين، فتنقل بين المدن الفلسطينية ينهل العلم، فسمع الحديث في غزة من أحمد بن محمد الخليلي، وفي القدس سمع من شمس الدين القلقشندي، وفي الرملة سمع من أحمد بن محمد الأيكي، وفي مدينة الخليل سمع من صالح بن خليل بن سالم، وبذلك أتم دراسة علوم الحديث.
تميز هذا العالم بكثرة القراءة والتصنيف، وعد أحد أهم علماء عصره، وذاعت شهرته في كافة أنحاء البلاد العربية، وأطلق العلماء عليه اسم الحافظ.
تقلد ابن حجر العسقلاني في حياته عددا كبيرا من الوظائف، ومن أبرزها توليه دار العدل، كما أنه كان قاضي الشافعية، كما كان يدرس العلوم في أشهر مدارس عصره كمدرسة الشيخونية والمحمودية، والحسنية، والبيبرسية، وغيرها.
كان عالمنا غزير الإنتاج ووضع العديد من الكتب والتصانيف ومن أبرزها فتح البازي في شرح صحيح البخاري، والإصابة في تمييز الصحابة.
توفي ابن حجر العسقلاني في العام 852 للهجرة عن عمر يناهز أربعة وسبعين عاما قضاها في الكتابة والتأليف، ودفن في مقابر الإمام الشافعي في مصر القديمة في القاهرة.
أبرز أعماله:
سلسلة الذهب؛ بلوغ المرام من أدلة الأحكام؛ نخبة الفكر في مصطلح أهل الأثر؛ الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة؛ فتح الباري في شرح صحيح البخاري.
إقرأ أيضاً: أبو عبيدة بن الجراح – قصة حياة أحد العشرة المبشرين بالجنة
أكتب تعليقك ورأيك