رجال دين سياسيون

أصحمة النجاشي – قصة حياة الملك الذي استضاف المسلمين

أصحمة النجاشي
أصحمة النجاشي

أصحمة النجاشي واسمه الكامل أصحمة بن أبجر، ملك من ملوك مملكة أكسوم والتي كانت تحكم الحبشة، كان ملكا نصرانيا عادلا، وأسلم بعد أن استضاف المسلمين، وصلى النبي صلى الله عليه وسلم صلاة الغائب عليه.

ولد النجاشي في أواخر القرن السادس الميلادي، واستلم عرش الحبشة وهو ابن تسع سنوات، وذلك بعد وفاة عمه الملك السابق إثر إصابته بصاعقة.

كان ملكا عادلا يدين بالمسيحية، وكانت الناس تعيش في ظل حكمه في عدل كبير، وكان الحبشة في عهده مملكة عظيمة متقدمة ومزدهرة.

ولقد أمر النبي الأكرم المسلمين بعد أن اشتد أذى الكفار عليهم بالهجرة إليه، وكان ذلك في السنة الخامسة بعد بدء الدعوة الإسلامية، وانطلق المسلمون وكان تعدادهم حوالي الثمانين رجلا بالإضافة إلى النساء والأطفال، ووصلوا الحبشة، وأكرمهم النجاشي، وكان النبي الأكرم قد أرسل للنجاشي رسالة مع عمرو بن أمية الضميري بشأن المهاجرين والذين كان بينهم ابن عمه جعفر بن أبي طالب.

إقرأ أيضاً:  أوشو - قصة حياة أوشو الفيلسوف الهندي الملقب بالمعلم الكبير

وبعد أن علمت قريش بالأمر قامت بإرسال عمرو بن العاص والذي كان أحد دهاة العرب، وعبد الله بي أبي ربيعة إلى النجاشي، وذلك من أجل أن يسلمهم المسلمين، ولقد أرسلوا معهما الهدايا طمعا في إرضاء النجاشي.

أصحمة النجاشي

أصحمة النجاشي

ولكن النجاشي الملك العادل رفض ذلك وأراد الاستماع إلى المسلمين، فدخل إلى النجاشي جعفر بن أبي طالب وبرفقته باقي المسلمين وألقوا التحية عليه، ولم يسجدوا له، فقال ما منعكم من السجود، فقال جعفر إننا نسجد لله سبحانه وتعالى، وأنت لك التحية منا.

بعد ذلك طلب من جعفر من النجاشي أن يسأل عمرو إن كانوا عبيدا، فقال عمرو أنتم أحرار، وطلب منه أن يسأله إن سفكوا دماء، فرد بلا، كما طلب أن يسأله إن أخذوا أموال أحد، فأجاب عمرو بالنفي، وهنا قال له النجاشي ماذا تطلبون؟ فقال لهم لقد كنا على دين واحد وتركوا دين آبائنا.

إقرأ أيضاً:  الجنرال ويغان – قصة حياة المفوض العسكري السامي الثاني على سورية ولبنان

وعندها قام جعفر بإعطاء النجاشي الرسالة التي حمله إياها النبي الأكرم، وقام النجاشي برد رجال قريش وحما المسلمين، كما قام بدعوة كل قسيس وراهب وسألهم هل يوجد بين عيسى عليه السلام ويوم القيامة نبي آخر، فقالوا له نعم ولقد بشرنا به عيسى عليه السلام واسمه أحمد فعرف أنهم على حق فدخل في الإسلام، وبعد ذلك بقي المسلمون في أرض النجاشي يعيشون تحت رعايته وحمايته.

وفي العام التاسع للهجرة الموافق 632 ميلادي توفي الملك النجاشي، وقام النبي بالصلاة عليه صلاة الغائب، ليكون النجاشي الإنسان الوحيد الذي يصلي عليه النبي صلاة الغائب، وبوفاته يسدل الستار على حياة أحد أعدل الملوك في العالم.

إقرأ أيضاً:  تحتمس الثالث - قصة حياة تحتمس الثالث أعظم حكام مصر

إقرأ أيضاً: أبرهة الأشرم – قصة حياة الملك الذي أراد هدم الكعبة

التعليق 1

أكتب تعليقك ورأيك