ولد السيد أبو القاسم الخوئي في مدينة خوي التي تتبع محافظة أذربيجان الغربية بتاريخ 19 نوفمبر 1899 ، وهو من أسرة علمائية عريقة يعود نسبها حتى الامام الكاظم عليه السلام ، وقد كان والده علي اكبر الخوئي من العلماء المعروفين في النجف .
بدأت دراسة السيد الخوئي الحوزوية منذ سن 13 عام ، حيث التحق بوالده في مدينة النجف ودرس علوم المنطق واللغة ليتخرج فيما بعد من مرحلة السطوح ، كما حضر دراسات الحوزة العليا وهو في الحادية والعشرين من عمره ، وكان من أساتذته حينها آية الله شيخ الشريعة الأصفهاني وعدد من كبار رجال الدين .
بدأ السيد الخوئي التدريس منذ سنوات دراسته الأولى ، وقد أصبح من الأساتذة المعروفين بعلمهم الكبير مع بلوغه الأربعين من العمر ، وقد مارس التدريس مدة تقارب الستين سنة ، قام خلالها بإلقاء دورة فقهية كاملة ، كانت تستقطب الكثير من طلاب الدراسات العليا في حوزة النجف العلمية .
حيث كان السيد أبو القاسم الخوئي يتميز بقدراته العالية في تربية تلاميذه وإعداد المدرسين والعلماء ، كما كانت دروسه تتميز بالتناسق والانضباط ، وعمد السيد الخوئي الى إعطاء المحاضرات والدروس العالية من أجل تربية جيل من الفقهاء القادرين على استنباط الأحكام الشرعية التي تكون بعيدة عن التعقيد الفقهي والأصولي وعن الإطالة المملة ، ولذلك عرف السيد بأنه صاحب مدرسة مستقلة في هذا المجال .
تصدى السيد الخوئي للمرجعية بعد وفاة آية الله السيد البروجردي وآية الله السيد الحكيم ، ليصبح هو المرجع الأول في الأوساط الحوزوية والعلمية ، والزعيم الروحي للملايين من الأشخاص المتبعين للمذهب الشيعي الاثني عشري بجميع انحاء العالم في ذلك الوقت ، حتى أن السيد يوسف الحكيم قام بتسليمه في تلك الفترة الحقوق المالية والأموال الشرعية باعتباره مرجع المسلمين الشيعة بعد وفاة والده السيد الحكيم .
كان اهتمام السيد الخوئي واضحا بنشر تعاليم الدين ومساعدة المعوزين والمحتاجين ، فقام بالعديد من الخدمات الاجتماعية المهمة وبنى المكتبات والمؤسسات الخيرية ودور الايتام في مختلف البلدان .
وقد ترأس السيد الخوئي الحوزة العلمية في النجف في اكثر المراحل حساسية على الاطلاق ، فقد استلمها إبان استلام النظام البعثي للحكم في العراق ، وفي وقت انتصار الثورة الاسلامية في إيران ، مما دفع النظام البعثي في العراق الى الطلب من السيد الحوثي بإصدار فتوى يعارض فيها الثورة الاسلامية في ايران ، ولكنه رفض ذلك مما عرضه لمضايقات كثيرة من قبل النظام البعثي ، حتى تعرض عام 1980 الى محاولة اغتيال فاشلة نجا منها بأعجوبة ، واغتيل خلال تلك الفترة الكثير من طلاب العلوم الدينية في النجف ، وهجر الغير عراقيين منهم الى بلدانهم .
وفاته :
توفي المرجع السيد أبو القاسم الخوئي في مدينة النجف بالعراق بتاريخ 8 أغسطس 1992 ، وقد صلى السيد علي السيستاني على جثمانه عند مرقد الامام علي بن أبي طالب .
إقرأ أيضاً: أحمد الوائلي – قصة حياة عميد المنبر الحسيني
أكتب تعليقك ورأيك