رجال دين

مارتن لوثر – قصة حياة مطلق عصر الإصلاح في أوروبا

مارتن لوثر
مارتن لوثر

مارتن لوثر راهب، قسيس، أستاذ لاهوت، ألماني الجنسية، يعد واحدا من أكبر المصلحين في أوروبا، اعترض على صكوك الغفران التي كانت الكنيسة تقدمها، وألف رسالته الشهيرة خمس وتسعون نقطة.

ولد في العاشر من تشرين الثاني ( نوفمبر) عام 1483 في مدينة إيسلبن الألمانية.

كانت عائلته كاثوليكية رومانية، وتم تعميده في عيد القديس مارتن، لذلك أطلق عليه والده اسم مارتن.

بعد عام من ولادته انتقلت عائلته نحو مدينة مانسفيلد، حيث استأجر والده منجما للنحاس، وأصبح عضوا في المجلس المحلي.

أحب العلم منذ الصغر ودرس في بداية حياته في المدراس اللاتينية في مانسفيلد، وكانت رغبة والده أن يكون ابنه محاميا، ومن ثم انتقل في العام 1497 إلى مدينة ماعديبرغ حي التحق بمدرسة يديرها الرهبان على أسس من الحياة المشتركة، ومن ثم انتقل في العام 1498 إلى إيزنباخ عام 1498، وكانت المدارس الثلاثة تعتمد بشكل كلي على ما يدعى الفنون الثلاث وهي النحو، المنطق، البلاغة.

في عالم 1501 التحق بجامعة إيرفورت، وفي العام 1505 حصل على الماجستير من هذه الجامعة.

بعد ذلك دخل كلية الحقوق في الجامعة ولكنه لم يكن يحب هذا الفرع، وبدأ بالتسرب منه، وفي أحد الأيام وأثناء عودته إلى منزله سقطت صاعقة بقربه، فدعا الله أنه إن نجا سوف يدخل سلك الرهبنة، وبأنه سيبقى في هذا السلك طوال حياته.

مارتن لوثر

مارتن لوثر

وفي العام 1505 باع كتب القانون والتحق بدير الرهبنة الأوغسطينية، رغم معارضة والده لهذا الأمر.

بعد أن أصبح مارتن لوثر راهبا بدأ يقضي أيامه في الصوم والتأمل والصلاة والعبادة، وانزوى كثيرا بنفسه عن العالم مما دفع رئيس الرهبنة إلى دفعه إلى العمل الأكاديمي مجددا، ففي العام 1507 تم تعيينه كأستاذ للكهنوت في كان، وفي العام 1508 بدأ تدريس اللاهوت في جامعة فيتنبرغ.

وفي العام 1508 حصل على البكالوريوس في دراسات الكتاب المقدس، وفي العام 1512 حصل على درجة الدكتوراه في أصول الدين، كما حصل على الدكتوراه في الكتاب المقدس وعاد بعدها إلى جمعة فيتنبرغ حيث قضى معظم أوقات حياته.

في العام 1517 قام بكتابة نقاطه الخمسة وتسعين والتي رد فيها على طلب البابا ببيع صكوك الغفران من أجل أن يجمع المال من الفقراء لإعادة بناء كاتدرائية القديس بطرس في روما، ولقد تمت ترجمت ما كتبه من قبل أصدقائه من اللاتينية إلى الألمانية، وانتشرت بين الناس.

بعد ذلك حدث نزاع بينه وبين البابا ليون العاشر بسبب نقاطه الخمسة وتسعين، والذي رأى فيها البابا بدعا وهرطقة، وفي العام 1518 تم عقد جلسات الاستماع لمارتن لوثر والذي قال أن البابوية غير موجودة في الكتاب المقدس.

في العام 1519 تم إعادة الاستماع إلى مارتن لوثر وكان المستمع هذه المرة كارل فون ميلتيز والذي قدم بعض التنازلات له، ونظمت مجموعة من المناظرات بينه وبين أنصار التقليد، واحتد النقاش وأصدر البابا قرارا في العام 1520 يقضي بالطرد والحرم الكنسي ما لم يتراجع عن مزاعمه خلال ستين يوما.

وفي العام 1521 تم اعتقاله بوصفه خارجا عن القانون، وتم حظر مؤلفاته وتم تجريم كل مواطن ألماني يفكر في مساعدته، كما تم إهدار دمه.

بعد ذلك خرج من السجن وعاد إلى فينتبرغ وألقى ثمانية خطب عرفت بالعظات، وتركة حياة الرهبنة، وتزوج من كاترينا فون بورا الراهبة التي هربت من دير سترسن في العام 1523.

بعد ذلك ذاع اسمه وأصبح له أتباع كثيرون وقام بمجموعة كبيرة من الإصلاحات الكنيسة التي كانت من العوامل التي ساهمت في النهضة الأوربية.

توفي مارتن لوثر في الثامن عشر من شباط ( فبراير) عام 1546 عن عمر يناهز ثلاثة وستين عاما قضاها في الإصلاح والتطوير.

أبرز أعماله:

الخطبة والغفران والرحمة؛ حول الحرب ضد الأتراك؛ التعليم الكبير؛ عن عبودية الإرادة؛ في الحرية المسيحية.

إقرأ أيضاً: جمال الدين فالح الكيلاني – قصة حياة الباحث والمؤرخ العراقي

أكتب تعليقك ورأيك