شمس الدين الذهبي وهو أبو عبد الله محمد بن أحمد بن قايماز الذهبي عالم فقه وإمام ومحدث كبير يعدّ واحداً من أهم علماء الجرح والتعديل في العصر المملوكي.
شمس الدين الذهبي قصة حياة عالم الجرح والتعديل الكبير
ولد في مدينة كفر بطنا الواقعة بالقرب من العاصمة السورية دمشق في عام 673 للهجرة الموافق 1274 ميلادي.
تعود أصوله إلى أسرة تركية سكنت بدمشق، ولقب بالذهبي لأنّ والده كان يعمل في صياغة الذهب.
نشأ محباً للعلم، ودخل حلقات حفظ القرآن الكريم في سنٍ مبكرة وحفظ القرآن في سن مبكرة، وبعد أن أتم الثامنة عشرة من العمر بدأ بتعلم القراءات والتي تعلمها على يد شيوخ الإقراء في عصره أمثال العسقلاني وجمال الدين أبي إسحاق.
مال بعد إنهائه لعلم القراءات وإتقانه له إلى سماع الأحاديث، وبدأ رحلة طويلة في طلبه زار فيها عدّة بلدان مثل بلعبك، وحماه وحمص، وطرابلس، والكرك، ونابلس، والقدس.
وبعد أنّ أنهى دراسته للحديث في بلاد الشام قرر في العام 695 للهجرة الاتجاه نحو مصر، وفيها التقى بعددٍ من علمائها وشيوخها.
وفي العام 698 قرر شمس الدين الذهبي الاتجاه نحو الحجاز لأداء فريضة الحج، ولسماع علم الحديث والجرح والتعديل من شيوخ المنطقة.
وعقب نهاية رحلته العلمية التي أخذ فيها عن حوالي ألف عالم قرر العودة إلى دمشق والتفرغ للتأليف والتدوين ونشر العلم في حلقات المساجد.
في العام 703 للهجرة تولى الخطبة في مسجد كفر بطما، ثم تولى مشيخة دار الحديث بتربة أم صالح التي ظل يعمل فيها ويؤلف حتى وفاته، بالإضافة إلى توليه مشيخة دار الحديث الظاهرية في العام 729 للهجرة.
وفد عليه خلال هذه الفترة عدد كبير من طلاب العلم من كافة البلدان الإسلامية لأخذ العلم منه.
لم تقتصر علوم الذهبي على علم الحديث والجرح والتعديل، بل شملت النحو والعربية، بالإضافة إلى اهتمامه بدراسة السير واتراجم والتاريخ.
توافقت آراء هذا العالم مع ثلاثة علماء في عصره وهم ابن تيمية، جمال الدين أبي الحجاج المزي، والقاسم البرازي.
توفي شمس الدين الذهبي في العام 748 للهجرة الموافق 1348 ميلادي عن عمر يناهز 74 سنة.
أبزر مؤلفاته
ترك هذا الشيخ الجليل عدداً كبيراً من المؤلفات منها: تاريخ الإسلام، معرفة القراء الكبار على الطبقات والأعصار، تذهيب تهذيب الكمال، المغني في الضعفاء، وسير أعلام النبلاء.
أكتب تعليقك ورأيك