رجال دين

شريح القاضي – قصة حياة القاضي الملقب بأقضى العرب

شريح القاضي
شريح القاضي

شريح القاضي واسمه الكامل شريح بن الحارث بن قيس بن الجهم الكندي، قاضي وعالم وفقيه مسلم كبير، يعد واحدا من أحكم الناس حتى أطلق عليه ابن عم النبي علي بن أبي طالب كرم الله وجهه لقب أقضى العرب.

ولد في العام الثلاثين قبل الهجرة، وكان يتنقل مع والده في سفره مع القوافل، ولقد تعرض للأذى من بعض الأطفال في سن الخامسة وظلمه والده وضربه، الأمر الذي ترك في نفسه حزنا كبيرا.

كان أحد التابعين حيث أنه أسلم في الثلاثين عندما كان في حضرموت في اليمن بعد أن أرسل النبي ابن عمه علي بن أبي طالب إليهم، لكنه لم يقابل النبي الأكرم.

وكان إسلامه قبل وفاة النبي الأكرم بخمس سنوات، وكان يريد أن يرحل إلى المدينة لملاقاة النبي، لكن الوقت لم يسعفه، فتوفي النبي الأكرم ولم يقابله.

إقرأ أيضاً:  وحيد حامد – قصة حياة أحد أبرز أعلام الكتابة في تاريخ السينما المصرية

وكان لتأثير الظلم الذي تعرض له في الطفولة دورا كبيرا في حبه للعدل وسعيه إليه، لذلك فإنه قام بجمع الآيات التي ترتبط وتتعلق بالعدل.

بعد ذلك قدم إلى المدينة وتقرب من الخلفاء الراشدين، وجمعته بهم علاقة وطيدة وذلك نظرا للعدل الذي كان يسعى إلى نشره بين الناس.

شريح القاضي

شريح القاضي

وبعد أن رأى عمر بن الخطاب عدله قام بتوليته القضاء في الكوفة، وأنشأ دارا للقضاء وذلك بعد أن كان القاضي يحكم من منزله، وكان عمر شريح القاضي عندما تولى قضاء الكوفة سبعة وأربعين عاما.

قام هذا القاضي بالقضاء في عدد كبير من المسائل من أبرزها مسألة درع الإمام علي، حيث رفض شهادة ابنه الحسن لأن شهادة الابن لا تقبل، وحكم بالدرع لليهودي الأمر الذي أدى إلى دخول اليهودي بالإسلام، وفي الحقيقة أن الدرع هو للإمام علي أضاعه ووجده اليهودي، ولكن لعدم وجود دليل بيد الإمام علي قام القاضي شريح بإعطاء الدرع لليهودي، وعندما رأى اليهودي العدل اعترف بأن الدرع درع الإمام علي، ودخل الإسلام.

إقرأ أيضاً:  الإمام النووي - قصة حياة صاحب كتاب الأحاديث الأربعين النووية

وكان القاضي شريح يمنع الذين يقضي بينهم بالتعامل معه طوال فترة الحكم، وذلك لكي يضمن نزاهة القضاء والحكم.

عاش القاضي شريح أكثر من مئة عام وعندما بلغ عمره 107 عاما استقال من القضاء وذلك لأن الحكم آل للحجاج، وقال: والله لا أستطيع أن أكون قاضيا والحجاج يحكم.

وبعد أن ترك القضاء بشهر توفي هذا القاضي، وكان حزينا عند وفاته ويبكي بشدة لأن قلبه ذات مرة مال لأحد خصمين تحاكما عنده، وبوفاته يسدل الستار على حياة قاضي من أعدل القضاة.

إقرأ أيضاً: الليث بن سعد – قصة حياة الفقيه وراوي الحديث الكبير

أكتب تعليقك ورأيك