رجال دين

سفيان الثوري – قصة حياة أمير المؤمنين في علم الحديث

سفيان الثوري
سفيان الثوري

سفيان الثوري واسمه الكامل سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري، فقيه وعالم، وراوي حديث كبير، يعد علما من أعلام الزهد، كما أنه يعد عالما من أكبر علماء علم الحديث، حتى أنه لقب بأمير المؤمنين في علم الحديث.

ولد في العام 97 للهجرة الموافق 716 ميلادي في خراسان وذلك نظرا لأن والده كان أحد الجنود المشاركين في الفتوحات الإسلامية.

نشأ هذا العالم في خرسان، وبدأ بطلب العلم فيها، حيث كان والده المعلم الأول، ومن ثم بدأ يتوسع في طلب العلم، حتى أن عدد شيوخه بلغ حوالي 600 شيخ، وهذا يدل على عمق المعلومات التي حصل عليها.

وبعد أن تم علومه قام بتأسيس مذهبه الخاص به، والذي انتشر بين الناس لمدة من الزمن، وظل أتباعه على مذهبه في خرسان حتى عصر ابن تيمية، ليندثر بعدها.

ولقد كان مهذبه قائما على آراء سفيان الفقيه الصحيحة، بالإضافة إلى اعتماده على مناهج أخرى كالأخذ بإجماع العلماء في بعض الحالات، كما قام بالاجتهاد برأيه في عدد من الحالات الأخرى.

كان لسفيان الثوري عقيدة واضحة ظهرت في أعماله، حيث كان يرى أن الإيمان قول وفعل، كما كان يقول ألا يجب بالقطع لأحد بأنه بالجنة أو النار إلا للعشرة المبشرين بالجنة.

سفيان الثوري

سفيان الثوري

ويعد هذا العالم أحد أهم أئمة الحديث، وروى الحديث عن عدد كبير من رواة الحديث ومن أبرزهم ثابت بن هرمز، حبيب بن أبي ثابت، عاصم بن أبي النجود، وغيرهم، ولقد روى عنه الحديث عدد من تلاميذه ومن أبرزهم سليمان بن مهران الأعمش، أبان بن تغلب، ابن جريح، وجعفر الصادق، ومن كثرة حفظه للأحاديث الشريفة أطلق عليه لقب أمير المؤمنين في علم الحديث.

بالإضافة إلى ذلك فإن سفيان الثوري كان عالما بتفسير القرآن الكريم، ومقتنا له، كما كان أحد حفظته.

حظي هذا الإمام بمكانة دينية كبيرة حيث أطلق الذهبي لقب شيخ الإسلام إمام الحفاظ سيد العلماء العالمين في زمانه.

وكان يعد من أهم وأعظم الزهاد، وكان له آراء معينة في الزهد، فلم يكن يرى الزهد بأكل الغليظ ولبس الخشن، ولكنه كان يراه بقصر الأمل وارتقاب الموت.

ونتيجة لمكانته العلمية الكبيرة فقد طلبه الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور كما طلبه ولده المهدي من بعده، ولكنه رفض ذلك، ونتيجة لذلك فقد قام بملاحقته الأمر الذي أجبره على مغادرة الكوفة والاختباء بالبصرة حتى توفي فيها في العام 161 للهجرة الموافق 777 ميلادي عن عمر يناهز واحد وستين عاما قضاها في طلب العلم ونشره.

إقرأ أيضاً: محمد بن سيرين – قصة حياة الإمام ومفسر الأحلام الكبير

أكتب تعليقك ورأيك