أبو الشعثاء واسمه الكامل جابر بن زيد اليحمدي الأزدي محدث، عالم دين، فقيه، وأحد أئمة التفسير والحديث، حيث أنه روى الحديث عن عائشة أم المؤمنين، ويعد مؤسس المذهب السني.
ولد في العام 21 للهجرة في منطقة الجوف واختلف المؤرخون في تحديد هذه المنطقة فمنهم من قال إنها في سلطنة عمان في حين قال البعض الآخر إنها قرب البصرة.
أحب العلم منذ الصغر، وبدأ بدراسته من خلال شيوخ منطقته، وعندما أنس في نفسه الرشد رحل نحو عاصمة العلوم في ذلك العصر مدينة البصرة، وبدأ بمجالسة علمائها، وبأخذ العلم عنهم، وظل لفترة طويلة يتنقل ما بين البصرة والحجاز وذلك رغبة منه في تحصيل أكبر قدر ممكن من العلوم الدينية، ومجالسة العلماء.
ولقد أخذ علمه عن عدد كبير من الشيوخ ومن أبرزهم ابن عباس، والذي كان واحدا من تلاميذه المقربين، كما أنه روى الحديث عن عائشة أم المؤمنين، بالإضافة لأخذه العلوم الدينية من عبد الله بن عمر، عبد الله بن مسعود، أنس بن مالك، أبو هريرة، أبو سعيد الخدري، وغيرهم.
وكان أبو الشعثاء يستغل موسم الحج لكي يلتقى بصحابة النبي الأكرم، ويسمع منهم الأحاديث، ويأخذ منهم العلوم المختلفة.
كان هذا الإمام والعالم زاهدا تقيا ورعا، وكان لا يهتم لجمع المال والثروة بل كان همه منصبا على جمع العلوم وتفسير الأحاديث وتسجيلها وحفظها.
يعد هذا العالم واضع المذهب السني والمؤسس له وذلك بحسب ما قال تلاميذه وأتباعه.
ولقد زعم البعض أن أبا الشعثاء على علاقة بعبد الله بن إباض ومذهبه الإباضية، لكن هذا العالم نفى هذا الأمر نفيا قاطعا، وقال أنه بريء منهم.
ولقد أخذ العلم عنه عدد كبير من العلماء ومن أبرزهم عامر بن شراحيل الشعبي، إبراهيم النخعي، شعبة بن الحجاج، عمرو بن دينار الجمحي، إسماعيل بن ثوبان الأسدي، جامع بن شداد المحاربي، بالإضافة إلى خالد الحذاء البصري، وسالم بن أبي الجعد الأشجعي، وغيرهم من العلماء.
وعاش هذا العالم في الفترة التي شهدت انتقال الخلافة من نظام الشورى إلى دولة بني أمية، وأمر أن يتخلى الناس عن بدعة الملك الأموي وأن يعودوا إلى نظام الشورى.
كما كان هذا الإمام يعمل على لم شمل كلمة المسلمين، وعلى حقن دمائهم، والحفاظ على وحدتهم.
توفي أبو الشعثاء في العام 93 للهجرة في البصرة عن عمر يناهز اثنان وسبعون عاما قضاها في طلب العلم، ونشر الدين الإسلامي بين الناس.
إقرأ أيضاً: محمد بن سيرين – قصة حياة الإمام ومفسر الأحلام الكبير
أكتب تعليقك ورأيك