مينا فرعون مصري قديم يعد المؤسس الحقيقي للأسرة الفرعونية الأولى وأول ملوكها، استطاع أن يقوم بتوحيد الجزأين الشمالي والجنوبي لمصر الأمر الذي أكسبه ألقاب عديدة من أبرزها ملك الأرضين، صاحب التاجين، نسر الجنوب، وثعبان الشمال.
أصل اسمه في اللغة المصرية القديمة مينى، لكن المصريين حولوه إلى مينا والذي يعني يشيد أو يؤسس، أما هذه الكلمة فكانت تعني في اللغة القبطية راسخ أو ثابت.
كانت فترة حكم الملك مينا في حدود العام 3200 قبل الميلاد، ولقد استمر في الحكم لمدة اثنين وستين عاما، قام خلالها بإنجازات عديدة من أبرزها توحيد الجزء الشمالي مع الجزء الجنوبي في مصر.
تميز عهده بالاستقرار والازدهار، فبعد أن اعتلى سدة العرش تطلع بنظره نحو الشمال، وذلك لتخليص سكان الشمال من ظلم الملك، كما كان راغبا في توحيد الشطرين، وذلك من أجل بناء دولة حديثة وقوية.
فقام بجمع جيشه وسار على رأسه نحو الشمال، وقسم جيشه إلى قسمين، القسم الأول سار في النيل في مراكب جهزت لهذا الغرض، بينما سار القسم الثاني على اليابسة، وكانت المسافة بين الجيشين قريبة.
بعد ذلك دخل أرض الشمال، وواجه جيش ملكها الظالم واش، واستطاع قتله وهزيمة جيشه.
وبعد ذلك تمكن من بس سيطرته على مصر وتوحيدها بالكامل، ولم يكتفِ بهذا بل قام بالدخول إلى فلسطين، والتوسع فيها واحتلها بالقوة وبسط نفوذه عليها.
وبعد أن انتهى من حملاته العسكرية قام الملك مينا ببناء قلعة من نفر والتي تعني الميناء الجميل أو الجدار الأبيض، وجعلها عاصمة لدولته، ولقد اختارها في موقع متوسط بين الشمال والجنوب، وذلك لكي يقوم بحكم المنطقتين معا، حيث كان يقوم بزيارة الأقاليم بين حين وآخر، ويستمع إلى شكوى الناس، كما قام بتخصيص لكل قطر وزارة خاصة به.
تزوج مينا من عدد كبير من النساء، ولكن حياته الخاصة بقيت مجهولة، ولم يعثر على معلومات عن أسماء زوجاته وأولاده.
توفي الملك مينا عن عمر يناهز اثنين وستين عاما، وذلك خلال زيارته لمدينة منف القريبة من الدلتا، حيث خرج للصيد برفقة أصدقائه وحراسه، وكان معتادا على صيد الوحوش والطيور في هذه المنطقة في كل مرة يزورها.
وأثناء قيامه بالصيد طارد أحد حيوانات فرس البحر المفترسة، وكان وحيدا ودخل في أعماق الأحراش وسدد رمحه نحو الفرس ليقتله، لكن الفرس تمكن من تجنب الرمح ومن ثم انقض على الملك وتمكن من قتله، ليأتي أصحابه على صوت صراخه لكن بعد فوات الآوان.
بعد ذلك تم نقل جثمانه إلى مدينة منف حيث تم تحنيطه ومن ثم نقل إلى عاصمة الملك في الجنوب، حيث ودعه شعبه بالعويل والبكاء، ليدفن بعدها في القبر الذي أعده لنفسه، لتنتهي بذلك حياة الفرعون العظيم الذي نجح في توحيد القطرين، وبناء دولة قوية.
إقرأ في نجومي أيضاً: رمسيس الثاني – قصة حياة الفرعون المصري الملقب بالجد الأعظم
أكتب تعليقك ورأيك