محمد الفاتح بن مراد الثاني سلطان عثماني كبير، يعد واحدا من أشهر سلاطنة آل عثمان، ولقد تمكن من تحقيق فتوحات عظيمها، أبرزها فتح القسطنطينية، وبسببها عد من أبرز القادة المسلمين.
سيرة حياة محمد الفاتح :
ولد في العشرين من نيسان ( أبريل) عام 1429 ميلادي الموافق 26 رجب عام 883 للهجرة في مدينة أدرنة، وفيها نشأ.
عندما بلغ الحادية عشرة من العمر أرسله والده إلى أماسيا لكي يحكمها، ويتعلم كيف إدارة الحكم، كعادة السلاطين العثمانيين في ذلك الوقت.
وفي أماسيا تربى محمد الأولى تربية إسلامية صرفة، كما تعلم أصول القيادة، وفنون القتال المختلفة.
وفي العام 1444 اعتلى عرش السلطنة بعد أن تنازل له والده عنها، وهو في سن الخامسة عشرة، ولكن إغارة المجر، وإخلالهم بالمعاهدة التي وقعوها مع والده جعله يطلب من والده العودة إلى الحكم.
بعد ذلك عاد إلى أماسيا، وظل فيها حتى وفاة والده فعاد واعتلى العرش في العام 1451 ميلادي.
ومن ثم بدأ يعمل على استكمال مسيرة الفتوحات التي بدأها والده في بلاد البلقان، فعمل على زيادة عدد الجيش حتى وصل عدده إلى 250 ألف مقاتل، وبدأ يخطط لفتح القسطنطينية، فبنى قلعة على أضيق نقطة في مضيق البوسفور من الجهة الأوربية، وذلك لكي يقطع المدد عن المدينة.
ومن ثم عمل على توقيع مجموعة من اتفاقيات الهدنة والسلام مع أعدائه لكي يضمن عدم تحركهم خلال فتح القسطنطينية، وعمل على إشعال الحرب من خلال تعدي العثمانيين على بعض قرى الروم ودفاع الروم عنها فأشتعل فتيل الحرب.
وفي العام 1453 ميلادي بدأت المعركة، فعمد إلى حصار المدينة بجيش مكون من 250 ألف مقاتل مدربين بشكل جيد، وبأسطول بحري قوي، ولكن سد البيزنطيين ميناء المدينة بسلاسل حديدية منع السفن من الوصول إلى القرن الذهبي.
كما ساهمت نجدة أهل جنوة للقسطنطينية وذلك بإرسال خمس سفن، والتي انتصرت على العثمانيين في معركة بحرية عام 1453 ميلادي، ودخلت القرن الذهبي بعد رفع السلاسل ومن ثم تم إعادتها.
وظل السلطان محمد الفاتح يفكر في طريقة لتعبر من خلالها سفنه السلاسل، فعمل إلى نقل السفن إلى البر، ومن ثم تجاوز السلاسل وأعادها إلى المياه، ليدخل سبعين سفينة بشكل فاجئ البيزنطيين.
وطلب محمد الفاتح من الإمبراطور قسطنطين أن يسلمه المدينة دون حرب، ولكن الأخير قبل الخضوع للدولة العثمانية ودفع الجزية، أما تسليم المدينة فلم يقبل به، وقال أنه سيدافع عنها حتى الموت.
وبعد ثلاثة وخمسين يوما من الحصار سقطت القسطنطينية بيد محمد الفاتح، وقاتل قسطنطين حتى قتل، ولم يهرب.
وبعد أن فتح المدينة دخل إلى كنسية آنا صوفيا وحولها جامعا، وكان متسامحا مع الناس فدخل عدد كبير منهم في الإسلام، كما ترك للنصارى حرية العبادة، وحول نصف كنائسهم إلى مساجد, وترك النصف الآخر لهم.
ومن ثم عمل على إعادة تحصين المدينة، وبنى مسجدا عند قبر أبي أيوب الأنصاري، وأصبح هذا المسجد مخصصا لتسليم سيف عثمان الأول للإمبراطور الجديد.
بعد ذلك وحد الأناضول، وفتح البوسنة، ومن ثم توجه نحو آسيا، ففتح إمارة قرما، وحارب المغول وأوقع بهم هزيمة في العام 1471 ميلادي، وبذلك أمن حدود دولته من الشرق والغرب.
وبعد أن انتهى من الحروب قام بعدد كبير من الإصلاحات الداخلية، فشق الطرق، وبنى المساجد والمدارس، وعمل على نشر التعليم.
توفي السلطان محمد الفاتح في الثالث من أيار ( مايو) عام 1481 عن عمر يناهز ثلاثة وخمسين عاما، وذلك بعد أن دس طبيبه الخاص السم له لكي لا يغزو البندقية، ودفن في الأستانة.
اقرأ أيضاً: جوهر الصقلي – قصة حياة جوهر الصقلي أشهر قائد في الدولة الفاطمية
أكتب تعليقك ورأيك