عثمان الثاني السلطان العثماني السادس عشر، اعتلى عرش السلطنة بعد خلع عمه السلطان مصطفى الأول لعدم أهليته للحكم، في عهده قامت ثورات داخلية ضده، ويعد أول سلطان عثماني يقتل نتيجة ثورة داخلية.
سيرة حياة عثمان الثاني :
ولد عثمان الثاني بن أحمد الأول بن محمد الثالث بن مراد الثالث بن سليم الثاني بن سليمان القانوني في الثالث من تشرين الثاني ( نوفمبر) عام 1604 ميلادي في مدينة اسطنبول، وفيها نشأ.
كان من المفترض أن يصبح السلطان بعد وفاة والده ولكن الوزير صفو محمد باشا، وبتحريض من نساء القصر قام بتعيين مصطفى عمه لكونه الأكبر سنا، وحصل على موافقة شيخ الإسلام أسعد أفندي من أجل ذلك.
وعندما تبين أن مصطفى غير قادر على الحكم قام شيخ الإسلام بإصدار فتوى بعزله عن منصبه، وولى عثمان الثاني مكانه، وكان ذلك في العام 1618 ميلادي.
بعد أن استلم عرش السلطنة واستعاد حقه قام هذا السلطان بتغييرات كثيرة، فحد من صلاحيات المفتي بشكل كبير، كما قام بمنح معلمه لا لا عمر أفندي العديد من الصلاحيات.
بعد ذلك تطلع هذا السلطان إلى الغزو الخارجي، وأخذ من تدخل بولندا في شؤون إمارة البغدان حجة له ليهاجمها، وذلك من أجل السيطرة عليه، ولكي يفرض حصارا على النمسا.
وخرج السلطان على رأس جيش كبير ليكون أول سلطان يقود حملة عسكرية منذ العام 1596، وتقدم في أراضي بولندا لكن فشله في تحرير حصن خوتين جعله يوقع معاهدة معها أبعدها من خلالها عن التدخل في شؤون إمارة البغدان، كما أجبرها على قبول مرور القوات العثمانية في حالة الحرب مع أي دولة أوربية دون أن تعترضها.
وبعد أن عاد من الحلمة ألقى السلطان أسباب الفشل على الإنكشارية، واتهمهم بالتقاعس، ورغب في إنشاء قوات جديدة من أبناء الترك والتركمان، وعمل على ذلك بشكل سري خوفا من بطش الإنكشارية.
ولقد قام السلطان عثمان الثاني بعدد من الإصلاحات، ولكن مرور الدولة بشتاء قاسي تجمد على إثره مضيق القرن الذهبي، وشحت المواد الغذائية، ومن ثم قتله لأخيه الشهزادة، وتحجيمه لصلاحيات المفتي ساهمت في تأليب الجيش والإنكشارية والعلماء ضده.
وعندما أعلن السلطان نيته بالحج منعه الإنكشارية من ذلك بحجة أن وجود فتوى تقول بأن على السلطان البقاء في حكمه وعدم الحج، لكن السلطان مزق الفتوى، فخرجت ثورة ضده مما اضطره لإعلان موافقته على عدم الحج.
بعد ذلك عملت الإنكشارية على فرض هيبتها على السلطان فطلبت منه أن يعدم ستة أشخاص من بينهم عمر أفندي، ولكنه رفض ذلك فهجم الإنكشارية عليه واعتقلوه، وأعادوا عمه السلطان مصطفى، وأجبروا العلماء على مبايعته بالقوة.
ومن ثم تم أخذ السلطان من جامع أورطة ووضع في سجن الأبراج السبعة، وكان رغبة كبار الإنكشارية بإبقائه حيا، إلا أن صغارها أوعزوا الأمر للجلادين بقتله، فهجم عليه في السجن عشرة جلادين، ورغم أنه كان أعزل إلا أنه قتل ثلاثة منهم قبل أن يتم خنقه بوتر القوس، وكان ذلك في العام 1622 ميلادي، وبوفاته دخلت الدولة العثمانية في عهد من الاضطراب والفوضى.
اقرأ أيضاً: أحمد الأول – قصة حياة أحمد الأول السلطان العثماني الرابع عشر
أكتب تعليقك ورأيك