عباس حلمي الثاني آخر خديوي لمصر والسودان والحاكم السابع لمصر من أسرة علي باشا، قام بإصلاحات كبيرة خلال فترة حكمه، وفي عهده حصلت حادثة دنشواي الشهيرة.
عباس حلمي الثاني – قصة حياة آخر خديوي لمصر والسودان
ولد في 14 تموز ( يوليو) 1874 في مدينة الإسكندرية وهو الابن الأكبر للخديوي توفيق، ونشأ بطريقة مرفهة في العائلة الحاكمة لمصر.
حرص والده على تعليمه ففي العام 1881 أدخله في المدرسة العليا، وفي العام 1884 أرسله إلى سويسرا للدراسة في مدرسة هكسوس، وفي العام 1888 بدأ دراسة العلوم السياسية والعسكرية في مدرسة ترزيانوم.
وعندما وصل إلى سن الثامنة عشرة حصل على رتبة الباشوية لأنّه ولي عهد مصر.
عاد إلى مصر في الثامن من كانون الأول (يناير) 1892 ليتولى حكم مصر بعد وفاة والده الخديوي توفيق.
عمل منذ توليه الحكم على تبني سياسة إصلاحية تقوم على محاربة الوجود الإنجليزي فتحدى المندوب السامي في مصر حينها لورد كرومر الأمر الذي رفع من شعبيته بين الناس.
وواصل تحديه للإنجليز بتشجيعٍ من السلطان العثماني عبد الحميد الثاني الذي كان يسعى لإعادة مصر لحضن السلطنة، وقام بإقالة وزارة مصطفى فهمي باشا، وطلب عدم زيادة الاعتماد المخصص للجيش البريطاني، وتخفيض الأطيان وتعميم التعليم.
لكنّه لم يكن قادراً على الاستمرار في مواجهة الضغوطات الإنجليزية فخفف من حدّة المواجهة معهم وبدأ يعمل على إصلاح الأزهر، فقام بتنصيب شيخٍ جديد وأرسل كسوة للكعبة.
وفي عهده وقعت حادثة دنشواي الشهيرة في عام 1906 بعد اتهام الإنجليزي أهالي دنشواي بقتل ضابط إنجليزي كان أصيب بضربة شمس وذلك لمهاجمتهم لهم أثناء محاولة اعتدائهم على امرأة وبرج حمام.
وكان الخديوي عباس حلمي غير راضياً عن الأحكام العرفية التي أصدرتها بريطانيا بحق المصريين وفي العام 1908 في عن المحكومين بالمؤبد.
وفي العام 1914 قام بإنشاء جمعية تشريعية جديدة جعل سعد زغلول رئيساً لها بسبب ميوله الوطنية.
وفي الحادي والعشرين من أيار (مايو) 1914 غادر مصر نحو فرنسا بضغطٍ إنجليزي وأقام فيها لفترة قبل أن يهرب إلى تركيا التي تعرض فيها لمحاولة اغتيال إذ أطلق عليه شاب مصري يدعى محمد مظهر الرصاص لكن الإصابة التي تعرض لها لم تكن مميتة.
وبسبب هذه الحادثة تأخرت عودته لمصر لتندلع بعدها الحرب العالمية الأولى، ليطلب منه المندوب السامي البريطاني العودة إلى مصر إلّا أنّه رفض الأمر لأن السفر لم يعد آمناً، فأمره بالذهاب لإيطاليا لأنّه كان يدرك تآمره مع الأتراك أعداء الإنجليز، فرفض ليتم عزله في 19 كانون الأول (ديسمبر) 1914.
وظل هذا الخديوي بعيداً عن مصر في منفاه في سويسرا حتى توفي في جنيف في 19 كانون الأول (1944) عن عمرٍ يناهز 70 عاماً.
أكتب تعليقك ورأيك