زكي الأرسوزي مناضل ومفكر سوري كبير، وهو أحد أبرز مفكري عصر النهضة العربية، وقف في وجه الاستعمار الفرنسي الذي قدم لواء إسكندرون لتركيا، ولعب دورا كبيرا في تأسيس الفكر القومي العربي.
ولد في العام 1899 في مدينة اللاذقية السورية، والده كان محاميا، ولقد نشط في صفوف الحركة العربية، أما والدته فكانت من قرية أرسوز الواقعة على خليج إسكندرون.
عاش طفولته في اللاذقية، وتشرب حب العروبة من ولاده، ومن ثم انتقلت عائلته نحو أنطاكيا، وأقامت فيها برهة من الزمن، ولكن وبسبب نشاطات والده المعادية للسلطات العثمانية تم نفي العائلة إلى مدينة قونية التركية في العام 1914، وفي قونية تعلم زكي الأرسوزي اللغة التركية.
في العام 1919 رحل مفكرنا نحو العاصمة اللبنانية بيروت، ودرس في معهد اللابيك، ليعود بعد أن أنهى سنين الدراسة إلى أنطاكيا، وليدخل سلك التعليم كمدرس لمادة الرياضيات، وفي العام 1924 تم تعيينه كمدير لناحية أرسوز.
بعد ذلك تم إيفاده إلى فرنسا، وفيها درس الفلسفة في جامعة السوربون، وذلك في العام 1927، ليعود في العام 1930 وبحوزته شهادة في الفلسفة والتاريخ، وليعمل في تدريسهما في أنطاكيا، وبسبب نشاطاته المعادية للاحتلال الفرنسي تم نقله من أنطاكيا إلى حلب في العام 1933، ومن ثم إلى دير الزور في العام 1934، لكنه ورغم ذلك واصل نشاطه القومي، الأمر الذي دفع السلطات الفرنسية لتسريحه.
بعد ذلك قام زكي الأرسوزي بإصدار جرية العروبة، ودفاع ضد قرارات فرنسا بإعطاء لواء إسكندرون إلى تركيا، وبعد أن احتلت تركيا اللواء في العام 1938 سافر مفكرنا نحو بغداد حيث بقي فيها حتى العام 1940 حيث سرح من الوظيفة لانتقاده الحكام.
عاد بعد ذلك إلى دمشق في العام 1941 وبقي فيها حتى العام 1945، وفي العام 1946 تم تعيينه كمدرس للفلسفة والتاريخ في مدارس حماه، ومن ثم تم نقل نحو حلب، وأخيرا أعيد إلى دمشق حيث درس في دار المعلمين حتى أحيل على التقاعد في العام 1959.
كان زكي الأرسوزي من أكبر المفكرين العرب، حيث دافع عن القضايا العربية، وفضح زيف المستعمرين، وكان يسعى بشكل دائم إلى تحقيق العدالة والمساواة، وفي العام 1967 منحه المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب في الجمهورية العربية السورية جائزته تقديرا له.
توفي زكي الأرسوزي في الثاني من تموز ( يوليو) عام 1968 في مدينة دمشق عن عمر يناهز تسعة وستين عاما قضاها في الدفاع عن العروبة وقضاياها.
أبرز أعماله:
رسالة الفلسفة والأخلاق؛ رسالة الفن؛ التربية السياسية المثلى؛ الجمهورية المثلى؛ الأمة العربية؛ صوت العروبة في لواء إسكندرون، متى يكون الحكم ديموقراطيا؟.
إقرأ أيضاً: محمد عزة دروزة – قصة حياة المفكر الفلسطيني الكبير
[…] إقرأ أيضاً: زكي الأرسوزي – قصة حياة المفكر السوري الكبير […]
[…] إقرأ أيضاً : زكي الأرسوزي – قصة حياة المفكر السوري الكبير […]