المعز لدين الله – قصة حياة المعز لدين الله الفاطمي باني القاهرة
المعز لدين الله
باني القاهرة
معد بن منصور أبو تميم والملقب بـ المعز لدين الله الفاطمي رابع خلفاء الدولة الفاطمية ، والإمام الرابع عشر من أئمة الطائفة الإسماعيلية ، وهو الذي نجح في بناء الدولة الفاطمية في مصر ، كما بنى مدينة القاهرة فيها ، و قام ببناء الجامع الأزهر .
ولد عام 932 ميلادي في مدينة المهدية والتي تقع في تونس ، وكان شغوفا بالعلم منذ صغره ، فقام والده المنصور بتعليمه أصول الدين الإسلامي فتقفه في الدين ، كما تعلم الأدب والعلوم المختلفة ، وفي بيت الخلافة نشأ المعز براحة وأمان .
وبعد وفاة والده الخليفة المنصور في العام 953 ميلادي تولى الخلافة ، وعمل على تحقيق حلم والده في فتح مصر ، وكانت مصر في تلك الأيام تمر بفترة عصيبة ، حيث الخلافات تعصف فيها والحكم الفعلي ليس بيد الدولة العباسية وإنما بحكم الحاكم الإخشيدي ، وساهمت وفاة كافور الإخشيدي عام968 ميلادي ، وعدم نجاح سلفه في كفح جماح الغلاء الذي ضرب مصر بسبب نقص مياه النيل ، واضطراب الأحول في تسهيل الأمور أمام المعز لدين الله لفتح مصر وتوسيع الدولة الفاطمية وتشديد الخناق على الدولة العباسية ، فأرسل قائده الشهير جوهر الصقلي على رأس جيش كبير عام 969 ميلادي نحو مصر ، واستطاع هذا الجيش دخول مصر دون أي مقاومة بعد أن وعد جوهر الصقلي السكان بالأمان ، وهذا ما كان ، ووفى جوهر الصقلي بوعده ولكي لا يستولي على أملاك الناس قام ببناء مدينة القاهرة ، كما قام ببناء الجامع الأزهر ، وبعد أن انتهى من تجهيز قصر الخلافة أرسل إلى الخليفة المعز لدين الله يطلب منه القدوم إلى مصر ، فخرج المعز من عاصمته المنصورية واتجه نحو مصر ليصلها عام 972 ميلادي ، وأقام في القصر الذي بناه له قائده المخلص جوهر الصقلي ، ومنذ ذلك الوقت أصبحت القاهرة عاصمة الدولة الفاطمية وحاضرة الخلافة .
بعد ذلك بدأ المعز بإدارة الدولة من عاصمتها الجديدة ، فعمل على تحسين ورفع مستوى المعيشة ، وفي عهده ثار القرامطة ووصلوا إلى مكة ، فأرسل المعز لدين الله جيشه ، واستطاع درء خطرهم عن مكة وأعادهم إلى شرق شبه الجزيرة العربية ، كما قام بإخماد عدة فتن قامت في المغرب بعد رحيله ، كما تسيد البحر المتوسط ووصلت غارته إلى إيطاليا ، وأصبحت الدولة الفاطمية في عهده قوية ، وأصبح الأعداء يسعون في خطب وده ، واستمر المعز في الخلافة حتى توفي ، وكانت وفاته في القاهرة عام 365 للهجرة الموافق 975 ميلادي ودفن فيها ، ليسدل بذلك الستار على حياة الخليفة الفاطمي الذي نجح في فتح مصر ، وتوطيد الدولة الفاطمية فيها .
إقرأ في نجومي أيضاً: نور الدين الزنكي – قصة حياة نور الدين الزنكي الملك العادل
[…] […]