ولد الصحافي والسياسي الفرنسي هنري دو جوفنيل في العاصمة الفرنسية باريس بتاريخ 2 أبريل 1876، وقد اشتهر بعد أن أصبح المفوض السامي الفرنسي الرابع على سورية ولبنان، خلال فترة الانتداب الفرنسي على البلدين، ليكون بذلك أول مدني يستلم هذا المنصب بعد ثلاثة عسكريين تناوبوا عليه.
حياة هنري دو جوفنيل الشخصية:
تزوج للمرة الاولى من السيدة كلير بواس وأثمر زواجهما عن ولادة ابنهما بيرتراند، وبعد انفصاله منها تزوج بشهر ديسمبر في سنة 1912 من السيدة كوليت، وأنجب منها ابنة اسمها بيل غازو ثمّ انفصل عنها سنة 1925م، بالإضافة الى قضائه علاقة عاطفية مع فتاة تدعى إيزابيلا أنجب منها ابنه رينو.
مسيرة هنري دو جوفنيل المهنية:
شهد عام 1905 على توليه منصب المدير العام لوزارة التجارة الفرنسية، ثمّ توجه للعمل الصحفي حتى بات رئيس التحرير لجريدة لي متان، ومع بداية الحرب العالمية الاولى في عام 1914، التحق بجيش بلاده فرنسا وكان من المقاتلين بمنطقة فردان.
بعد نهاية الحرب توجه للعمل السياسي فبات منذ عام 1921م عضواً في مجلس الشيوخ الفرنسي، واستمر في عمله هذا الى عام 1933م، كما أنه وخلال نفس الفترة تولى وزارة التعليم العالي والفنون الجميلة سنة 1924م، قبل أن يتولى منصب المفوض السامي الفرنسي على سورية ولبنان بداية من العام 1925.
تولى بين عامي 1927 – 1935 منصب رئيس الاتحاد الفرنسي للمغتربين، ليكون أول من يستلم هذا المنصب المستحدث حينها في فرنسا، كما أنه عمل في عامي 1932 و1933 كسفير فرنسا في جارتها إيطاليا، بالإضافة لتوليه منصب وزير فرنسا ما وراء البحار في عام 1934، وعمله كمندوب فرنسا بعصبة الأمم (الأمم المتحدة حالياً) لعدة مرات.
عمله كمفوض سامي في لبنان وسورية:
أعلن في اليوم التالي لاستلامه هذا المنصب بأن سياسته ستكون على الشكل التالي: “السلام لمن يريد السلام، والحرب لمن يريد الحرب”.
كما شهدت فترة توليه هذا المنصب وفي عام 1926م على ولادة الصيغة النهائية للدستور اللبناني، الذي نال ثقة المجلس النيابي بالإجماع.
أما في سورية فقد استلم منصبه إبان قيام الثورة السورية الكبرى بوجه الاحتلال الفرنسي، فعمد الى طلب مساعدات عسكرية سمحت له بحصر الثورة ببعض المناطق المحددة، كما أنه قام بتحسين العلاقات مع الأتراك ليضمن عدم وقوفهم مع السوريين.
أجرى هنري دو جوفينيل انتخابات نيابية في سورية بكافة المحافظات، بينما حدد انتخابات خاصة لما أسماه دولة العلويين، في محاولة منه لفصل هذه البقعة الجغرافية عن الدولة السورية، فقرر الزعماء السياسيين مقاطعة هذه الانتخابات للتعبير عن رفضهم لهذه التجزئة والتقسيم للأرض السورية، فقام دو جوفنيل باعتقال الكثير منهم وأرسلهم للسجن بقلعة في جزيرة أرواد.
وبعد أن حاول إقامة اتفاق مع بعض السياسيين السوريين، يشبه اتفاق البريطانيين مع العراقيين، وجد معارضة من الرئيس الفرنسي بذلك الوقت ريمون بوانكاريه، وهذا ما دفعه للاستقالة من منصبه بشهر تموز من عام 1926.
وفاته:
توفي هنري دو جوفنيل في العاصمة الفرنسية باريس بتاريخ 5 أكتوبر 1935 عن عمر ناهز 59 عام.
إقرأ أيضاً: موريس ساراي – قصة حياة الجنرال الفرنسي الذي اتهم بالماسونية وقمع الثورة السورية الكبرى
[…] إقرأ أيضاً: هنري دو جوفنيل – قصة حياة رابع مفوض سامي فرنسي على سوري… […]