موسى بن النصير – قصة حياة موسى بن نصير القائد الإسلامي الذي أمر بفتح الأندلس
موسى بن النصير بن عبد الرحمن بن زيد قائد إسلامي من أبرز قادة العصر الأموي ، اشتهر ببراعته العسكرية وإخلاصه للدين الإسلامي ، وعمله على نشر الدعوة ، وهو الذي أمر طارق بن زياد بالانطلاق إلى الأندلس لفتحها .
ولد في العام التاسع عشر للهجرة الموافق 640 ميلادي في اليمن ، والده كان مولى من موالي قبيلة لخم ، ومن حرس معاوية ، واعتقه عبد العزيز بن مروان .
في ظل رعاية الدولة الأموية نشأ موسى بن نصير ، فتعلم فنون القتال ، وشارك في عدة معارك أظهر فيها الإخلاص والشجاعة ، وحظيت عائلته بحظوة لدى بني أمية ، حيث تم تعيين أخيه بشر على ولاية البصرة ، فذهب موسى رفقة أخيه إليها ، وبعدما تم تعيين الحجاج بن يوسف الثقفي على البصرة اتهمه باختلاس الأموال الأمر الذي جعل الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان يغرمه ، لكن عبد العزيز بن مروان أنقذه وأخذه معه إلى مصر .
في تلك الفترة كانت مصر المركز الذي تنطلق منه الفتوحات الإسلامية نحو إفريقيا ، وكان موسى بن نصير من أبرز قادة جيوش عبد العزيز ففي عام 84 للهجرة احتل برقة ، ونظرا لشجاعته ولاه عبد العزيز بن مروان ولاية إفريقيا ، فقام بإخماد الثورات البربرية التي انطلقت ضد المسلمين ، وأعاد الأراضي التي استعادوها من المسلمين ، وفتح أراضي بربرية جديدة ، وبعد ذلك استعمل ذكاؤه كي يضمن ولاء البربر وعدم ثورتهم عليه من جديد ، فاستمال زعمائهم وقربهم منه ، وبذلك استتب الأمن في إفريقيا ، وقام بإرسال الأموال والهدايا لعبد العزيز بن مروان والذي أرسلها إلى الخليفة الأموي في دمشق فرضي عنه .
ولم تتوقف فتوحات موسى على البر ، بل عمل على تأمين المدن الساحلية من هجوم البيزنطيين المتوقع فبنى قرب قرطاجة دارا لصناعة السفن ، وبنى أسطولا بحريا ففتح جزر ميورقة ومنورقة ، كما غنم من الجزر الإيطالية سردينيا وصقلية .
واستمر موسى بن النصير في فتوحاته إلى أن وصل إلى أقصى المغرب ، ولم يبقَ سوى مدينة سبتة ، والتي فتحها قائده طارق بن زياد ليتم بذلك فتح المغرب كاملا ، وفي العام 92 للهجرة جهز موسى بن النصير جيشا بقيادة طارق بن زياد والذي تمكن من فتح الأندلس ، ليرحل موسى نحوها ، ويكمل فتحها .
وفي العام 95 للهجرة أمره الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك بالقدوم نحو دمشق رفق قائده طارق بن زياد ، وعندما وصلا كان سليمان بن الوليد هو الخليفة ، والذي اتهمه باختلاس الأموال فعزله وأمر بسجنه ، لكن يزيد بن الملهب شفع له فأخرجه من السجن وألزمه دمشق ، وفي العام 97 للهجرة الموافق 716 توفي موسى بن النصير أثناء رحلته إلى مكة لأداء فريضة الحج في منطقة تدعى وادي القرى ، ودفن فيها ليسدل الستار بذلك على حياة قائد إسلامي لعب دورا كبيرا في توطيد الإسلام ، وفتح الأندلس .
إقرأ في نجومي أيضاً: علي الصلابي – قصة حياة علي الصلابي الكاتب والمؤرخ والفقيه الليبي
[…] […]