مصطفى كمال أتاتورك يلقب بـ أبو الأتراك ومؤسس الدولة التركية الحديثة وهو أول من تولى رئاستها بعد سقوط السلطنة العثمانية. إسمه الحقيقي مصطفى علي أفندي، أما لقب كمال فقد أطلقه عليه استاذ الرياضيات باعتبار أنه كان يرى فيه أمثولة للكمال البشري بسبب براعته في مادته، أما أتاتورك فهي لفظة تركية تعني أبو الأتراك وهو اللقب الذي أطلقه عليه البرلمان التركي بعد وفاته كنوع من التقدير واعترافاً منهم بفضله في بناء الدولة التركية المتطورة.
مصطفى كمال أتاتورك – قصة حياة أتاتورك مؤسس تركيا الحديثة
ولد في 19 مايو 1881 ميلادية في إقليم سالونيك التابع للسلطنة العثمانية وقتها، والدته زبيدة هانم ووالده علي رضا أفندي، وكان له 5 إخوة ماتوا جميعاً بسبب سؤ التغذية ولم يبقى منهم أحداً سوى أخته التي تدعى “مقبولة” إلى جانب أخ غير شقيق من جهة أمه يدعى حسين.
عاش أتاتورك يتيماً فقد مات والده وهو في سن الثامنة وعانت الأسرة من الفقر واضطرت للانتقال إلى بيت متواضع إلا أن الوالدة أصرت على أن يتم إبنها دراسته خاصة أنه كان من المتفوقين.
تلقى تعليمه الإلزامي في المدرسة الرشدية المدنية ثم التحق بالسلك العسكري بعد أن أقنع والدته بذلك سنة 1893 م فانضم لصفوف المدرسة الرشدية العسكرية ثم أنه تابع مسيرته في المدرسة الرهبانية الثانوية.
أول تجاربه الميدانية كانت في سوريا، إذ بعد تخرجه أرسل إلى الجيش الخامس المرابض في مدينة دمشق، وذلك للمساعدة مع من هناك في ردع الثورة السورية المتمردة على الحكم العثماني.
وهناك بدأ يكتسب خبراته العسكرية والميدانية مظهراً كفاءة وشجاعة عالية، وقدرة كبيرة على التعلم.
ومن هناك بدأ يتنقل بين عدة مناطق تابعة للحكم العثماني، فينال الترقيات الاستثنائية ويتدرج في المناصب سنة تلو أخرى.
ولكن خلال الفترة التي أمضاها مصطفى كمال أتاتورك في دمشق تكونت لديه نظرة سياسية خاصة فهو رأى أن السلطان العثماني مستبد مغتصب لبلاده، واتفق معه على هذا الرأي مجموعة من الأصدقاء والمعارف ومن بينهم “مصطفى جنتكين” وهو طبيب عسكري، و لطفي مفيد وهو ضابط في الجيش. وأسس مع هؤلاء جمعية سرية تحت مسمى الوطنية والحرية وذلك لمقاومة استبداد السلطان العثماني وتوعية الشعب.
لكن هذه الجمعية لم تكن فاعلة بقدر جمعيات أخرى لها نفس الهدف ظهرت في الفترة التاريخية نفسها ومن بينها جمعية الاتحاد والترقي والتي انضم لها أتاتورك في وقت لاحق.
اللحظة التاريخية السانحة التي واتت أتاتورك هي عندما تفجرت حرب الاستقلال أو ما عرف فيما بعد باسم حرب تحرير الأناضول المحتل، التي فاز اتاتورك بخوض غمارها فنال شعبية واسعة بين الناس، ثم ما لبث أن أعلن تمرده على السلطان العثماني حين رفض تنفيذ طلبه بالعودة إلى مدينة اسطنبول التي كان يحتلها البريطانيون في تلك الحقبة كان ذلك سنة 1919 م .
بعد ذلك قام أتاتورك بالانشقاق عن القوات العسكرية الخاضعة للسلطان العثماني وكوّن قواته الخاصة تحت مسمى قوات التحرير، التي خاض بها سلسلة معارك انتهت بدحر المحتل عن بلاده وتحريرها سنة 1922 م .
تحول أتاتورك إلى شخصية عالمية نالت شهرة واسعة في الشرق والغرب وكان الشيوخ على المنابر يدعون الناس لدعمه باعتبار أن ما يقوم به جهاداً مقدساً ضد الأجنبي المحتل.
في تلك الحقبة أسس أتاتورك في أنقرة المجلس الوطني العظيم، الذي ضم مجموعة من ممثلي الشعب واعتبر كحكومة غير رسمية تنافس الخليفة العثماني على سلطته.
وبعد أن دحر المحتل سنة 1922 أصدر هذا المجلس إعلان النصر الذي أكد على تحرير الأرض التركية واعتبر أن زمن السلطنة العثمانية قد انقضى.
بعد ذلك بعام واحد حصل مصطفى كمال أتاتورك على الاعتراف الدولي بشرعيته في حكم تركيا بعد توقيعه باسمها على معاهدة لوزان، وليعلن بعدها بأشهر قليلة قيام الجمهورية التركية.
يعتبر أتاتورك مؤسس الدولة التركية الحديثة ويصفه المؤرخون بأنه أبو الأتراك وهذا ليس مبالغة فقد تمكن خلال 15 سنة تلت حكمه من النهوض بتركيا على مختلف الأصعدة وربطها بالدول الأوروبية المتقدمة.
لكن يؤخذ على أتاتورك أنه عمل على نشر العلمانية وهمّش الدين وفصله عن الدولة، وعمل جاهداً على فصل تركيا عن جذورها الاسلامية، لأنه كان يرى أن الدين ساهم في تخلفها.
سنة 1937 م بدأ الوضع الصحي للزعيم التركي يتراجع، إكتشف أطباؤه أنه مصاب بتشمع الكبد، ولم يفلح تدخل أمهر أطباء أوروبا في الحد من تدهور حالته الصحية.
رحل أتاتورك عن عالمنا في نوفمبر 1938 في قصر دولما باهتشا بمدينة اسطنبول التركية، وقد تم دفنه في قبر ضخم بمدينة أنقرة يعتبر معلماً أثرياً وسياحياً حتى يومنا هذا.
إذا أعجبتك هذه السيرة فتابع المزيد مع نجومي، نقترح عليك قصة حياة جمال عبد الناصر .
[…] إذا أعجبتك قصة شجر الدر فلا تنس مشاركتها مع أصحابك على فيسبوك وتويتر، كذلك طالع المزيد من السير الممتعة للسياسيين على نجومي، ننصحك بـ قصة حياة مصطفى كمال أتاتورك. […]
[…] إقرا ايضاً : مصطفى كمال أتاتورك – قصة حياة أتاتورك مؤسس تركيا الحدي… […]