محمود الثاني بن عبد الحميد الأول بن أحمد الثالث بن محمد الرابع بن إبراهيم الأول بن أحمد الأول بن محمد الثالث بن مراد الثالث بن سليم الثاني بن سليمان القانوني سلطان عثماني إصلاحي، وهو السلطان رقم واحد وثلاثين، قام بعدد كبير من الإصلاحات وقضى على الانكشارية.
سيرة حياة محمود الثاني :
ولد في العشرين من تموز ( يوليو) عام 1785 في مدينة القسطنطينية وفيها نشأ، والده هو السلطان عبد الحميد الأول والذي عمل على تدريبه رفقة أخيه مصطفى الرابع على الحكم.
حاول شقيقه مصطفى الرابع إعدامه، ولكنه توارى عن الأنظار، ومن ثم استغل تمرد الانكشارية ليطيح بأخيه ويعتلي سدة العرش في العام 1808.
كان راغبا في تطوير الدولة العثمانية وإصلاح كافة الأمور بها، ولقد رأى أن الانكشارية هي سبب تراجع الدولة، وذلك نظرا لنفوذهم الكبير، ولتسييرهم للقرارات بحسب أهوائهم الشخصية.
فحاول في بداية حكمه القضاء عليهم، ولكنهم نجحوا في قتل الصدر الأعظم الذي كلف بالقضاء عليهم، كما أضرموا النار في السرايا، وأجبروا السلطان محمود الثاني على الانصياع لهم.
وأخذ هذا السلطان يتحين الفرصة للقضاء عليهم حتى تمكن من إضعافهم بشكل تدريجي، ومن ثم قضى عليهم في العام 1826.
بعد ذلك عمل على تطوير الجيش فأحضر ضباط أوربيين لكي تدرب فرق المدفعية والمشاة في الدولة العثمانية، ومن ثم قام بإدخال النظم العسكرية الحديثة، كما أنشأ مدرسة حربية لتخريج الضباط.
كما قام بفرض التجنيد الإجباري على أولاد المسلمين، وكانت مدة الخدمة عشرة أعوام، ومن ثم عمل على تطوير البحرية، حيث قام بفتح مدرسة البحرية التي أنشأت في عهد مصطفى الثالث، كما قام ببناء أماكن مخصصة لجنود البحرية، وأطلق عليهم اسم جنود البحر، ومن ثم بنى مدرسة بحرية جديدة يلتحق بها المتفوقون في المدرسة البحرية القديمة.
وفي العام 1828 استطاع إدخال أول سفينة حربية في البخار، وأعاد الهيبة للأسطول العثماني، وأنشأ السفينة المحمودية والتي ظلت أكبر سفينة حربية في العالم لسنوات عديدة، ولم تغرق.
كما أولى هذا السلطان اهتماما كبيرا للتعليم فعمل على افتتاح مدارس ابتدائية أطلق عليها اسم صبيان مكتبي، كما أنشأ مدارس ثانوية سميت باسم مكتب رشدية، كما اهتم بتعليم اللغات، وعمل على إرسال البعثات التعليمية إلى لندن وباريس وعدد من الدول الأوربية.
كما قام بإصلاحات عديدة على صعيد البنية التحتية، فأنشأ السكك الحديدية، وقام بشق طرق جديدة، كما بنى جامع نصرت في اسطنبول، وقام بتغيير اللباس بحيث يصبح مشابها للباس الأوربي، وعمل على استبدال العمامة بالطربوش.
كما انتصر على الوهابيين في الحجاز وقضى على الدولة السعودية الأولى، ولذلك أطلق عليه لقب الغازي.
وعملت الدول الحربية على وقف عجلة التطور في الدولة العثمانية، وذلك من خلال إعلان الحروب المستمرة عليها، فأعلنت اليونان استقلالها وتمكنت بمساعدة الدول الأوربية من الحصول عليه، كما تقدمت روسيا في أراضي الدولة العثمانية، واحتلت فرنسا الجزائر.
وفي عهده ثار عليه والي مصر محمد علي باشا، وذلك عندما شعر بضعف الدولة العثمانية، وحاول ضم الشام لمصر، ولكنه فشل في ذلك.
توفي السلطان محمود الثاني في الأول من تموز ( يوليو) عام 1839 في القسطنطينية، وذلك بعد أن أصيب بمرض السل.
اقرأ أيضاً: محمود الأول – قصة حياة السلطان الخامس والعشرين للدولة العثمانية
أكتب تعليقك ورأيك