ولد العسكري والسياسي والدبلوماسي والرحالة البريطاني مارك سايكس في العاصمة الإنجليزية لندن بتاريخ 16 مارس 1879، وقد كان مسؤولاً عن شؤون سورية الطبيعية والشرق الأوسط أثناء سنوات الحرب العالمية الأولى، كما أنه كان الممثل الرسمي لبلاده في المحادثات السرية التي جرت مع فرنسا وروسيا لاقتسام أراضي الامبراطورية العثمانية ، وقد اشتهر بعد أن سميّت اتفاقية تقسيم المشرق العربي باسمه وباسم المندوب الفرنسي “سايكس بيكو”، كما انه كان من الأشخاص الذين لهم دور كبير في اطلاق “وعد بلفور” الذي بني عليه قرار اغتصاب الاراضي الفلسطينية.
حياة مارك سايكس الشخصية:
ينتمي لعائلة ثرية فهو الابن الوحيد للسير البريطاني تاتون سايكس البارون والسيدة كريستينا كافيندش، وقد انفصل والداه ليعيش هو متنقلاً بين لندن (مكان إقامة والدته)، ويوركشاير (مزرعة والده)، قبل ان يسكن هو بقصر سيلدمير.
سافر أيام شبابه الى الكثير من المناطق رفقة والده، فزار الشرق الاوسط (الذي كان تابعاً للإمبراطورية العثمانية)، كما زار الهند ومصر والمكسيك والكاريبي والولايات المتحدة وكندا.
درس بداية في المدرسة اليسوعية في موناكو، قبل أن ينتقل عام 1895 للدراسة في بروكسل عاصمة بلجيكا، ثمّ التحق بجامعة كامبردج عام 1897، ونتيجة دراسته وتنقلاته استطاع تحدّث اللغات العربية والفرنسية والتركية بطلاقة، بالإضافة الى لغته الإنجليزية الام.
انضم الى الجيش البريطاني بعمر الثامنة عشر والتحق بكتيبة المشاة في يوركشاير ، ولم يبلغ 25 من عمره حتى كان قد نشر أربعة كتب عن حياته العسكرية ورحلاته الخارجية.
حياة مارك سايكس السياسية والعسكرية:
شارك مع الجيش البريطاني بحرب البوير في جنوب إفريقيا بين عامي 1899 و1902، قبل أن يعين بمنصب السكرتير الشخصي لحاكم بريطانيا في إيرلندا.
نجح في عام 1912 بالدخول الى البرلمان البريطاني عن حزب المحافظين، وبعد ان اندلعت الحرب العالمية الاولى كان من الضباط المؤثرين في صنع قرار بريطانيا، وخصوصاً فيما يتعلق بالدولة العثمانية، حيث اختير كملحق فخري في سفارة بريطانيا بإسطنبول.
كان مارك سايكس من المساعدين المؤثرين لوزير الخارجية البريطاني خلال الحرب العالمية “اللورد كيشنر”، وقد كان المستشار الخاص بالحكومة بمنطقة الشرق الاوسط، وكان له دور هام عام 1925 بتأسيس فرع لجهاز الاستخبارات البريطاني في مصر واسمه المكتب العربي.
كان دوره كبير في تقاسم أراضي الامبراطورية العثمانية التي كانت تسمى بذلك الوقت “الرجل المريض”، فاتفق مع القنصل الفرنسي في بيروت جورج بيكو في عام 1916، على تقاسم مناطق النفوذ بالشرق الاوسط فيما عرف حينها باتفاقية “سايكس بيكو”، التي قسمّت سوريا والعراق ولبنان وفلسطين، وتقاسمت الدولتان النفوذ على هذه المناطق.
وفي عام 1917 كان له دور مهم بإطلاق بريطانيا وعد بلفور، الذي منح اليهود وعد بإنشاء دولتهم المزعومة على أرض فلسطين.
وفاته:
كان يشارك عام 1919 بمفاوضات السلام بالعاصمة الفرنسية ، فأصيب هناك بمرض الانفلونزا الإسبانية التي أزهقت في ذلك الوقت حياة أكثر من 50 مليون إنسان حول العالم، ليتوفى في باريس بتاريخ 16 فبراير 1919 قبل ان يبلغ الأربعين من عمره، وخوفاً من نقل العدوى فقد نقل جثمان مارك سايكس الى بريطانيا بنعش من الرصاص ليدفن هناك.
إقرأ أيضاً: جمال باشا – قصة حياة الوالي العثماني الذي قتل المثقفين العرب ولقّب السفاح
أكتب تعليقك ورأيك