ولد أبو المسك كافور الإخشيدي الملقب الليثي السوري في عام 292 هـ الموافق لعام 905 م ، وقد أصبح هذا الرجل الذي كان من رقيق الحبشة الحاكم الرابع للدولة الإخشيدية في الشام ومصر ، وله يعود الفضل الأكبر في بقاء الدولة الإخشيدية بمصر .
حياة كافور الإخشيدي :
قام مؤسس العائلة الإخشيدية محمد بن طغج بشراء كافور سنة 923 الذي كان من رقيق الحبشة ، وقد كان لونه أسود ومخصي ، وقد كان له شكل قبيح يوجد ثقب بشفته السفلى وتشوه بالقدمين ، وعندما كان عبداً لأحد تجار الزيوت عانى الكثير من سيده الذي سخره للكثير من الأعمال القاسية ، ثمّ اشتراه محمود بن وهب بن عباس الكاتب الذي علمه القراءة والكتابة ليتخلص من متاعبه السابقة ، وفي أحد الأيام حمّل كافور هدية من سيده الى محمد بن طغج ( قبل أن يصبح حاكم لمصر ) الذي أعجب به ، فقام بتعيينه كمشرف على التعاليم الاميرية لأولاده ، ثمّ رشحه ليكون ضابطاً في الجيش ، ولأن بن طغج أعجب بذكائه وإخلاصه ووفائه عتق رقبته وجعله من المقربين منه ، وأرسله لقيادة عدة حملات عسكرية باتجاه سورية والحجاز ، وكان له العديد من الترتيبات بالعلاقات الدبلوماسية بين الإخشيدين والخلافة العباسية في بغداد .
حكم كافور الإخشيدي لمصر :
بعد وفاة محمد بن طغج كان ولده أنوجور في سن الخامسة عشرة ، فاستلم كافور دفة البلاد ولم يسمح لأنوجور بالظهور أمام الناس أو الاستفادة من الحكم ، لكنه كان يمنحه كل عام مبلغ 400 ألف دينار ، وبعد أن لاحظ هذا الشاب أن سلطة وملك أبيه أصبح في يد أبو المسك لا بيده قرر ترك العاصمة والاتجاه الى فلسطين ليجمع بعض الأنصار الذين يعادون كافور الإخشيدي ، لكن والدة هذا الشاب حذرته من مغبة الهزيمة ونصحته باسترضاء كافور ، ليستمر الأمر على ما هو عليه مدة 14 عام حتى وفاة أنوجور ، وقد اتهم البعض الإخشيدي بدس السم له للتخلص منه ، ثمّ تولى الحكم شقيقه علي بن الإخشيد ، فعامله أبو المسك كما كان يعامل أخوه قبله ، ولأن هذا الشاب كان يخاف كثيراً من كافور فقد انحدر الى حياة اللهو لفترة ثمّ انقطع للعبادة ، وبعد أن قرر استعادة حق عائلته مات سريعاً ليتهم كافور بتسميمه كذلك .
رعايته للعلم وخلافه مع المتنبي :
استلم كافور الإخشيدي حكم مصر بعد ذلك بشكل حقيقي ولم يعد الحاكم الفعلي خلف اسم حاكم آخر ، بل أصبح بالاسم والفعل حاكماً لمصر منذ عام 946 م ، وقد وصفه معظم المؤرخين بالحاكم العادل الذي كان يهتم بالأدباء والعلماء ، فأحاط نفسه بهم وبرجال الدين وأكرمهم كثيراً ، وأثناء أحد المهرجانات قام المتنبي الذي يعتبر أشهر الشعراء العرب بمدحه ، لكن أبو المسك لم يمنحه الهدايا أو يعينه بأحد المناصب ، فغضب عليه المتنبي وهجاه بشعر قاس بشكل كبير ومن هذا الهجاء :
” صَارَ الخَصِيّ إمَامَ الآبِقِينَ بِهَا فالحُرّ مُسْتَعْبَدٌ وَالعَبْدُ مَعْبُودُ
لا تَشْتَرِ العَبْدَ إلاّ وَالعَصَا مَعَهُ إنّ العَبيدَ لأنْجَاسٌ مَنَاكِيدُ”
توفي كافور الإخشيدي في القاهرة عام 968 م ، ودفن في مدينة القدس .
إقرأ أيضاً : شارلمان – قصة حياة الإمبراطور كارل الكبير أعظم ملوك أوروبا بالقرون الوسطى
[…] إقرأ أيضاً : كافور الإخشيدي – قصة حياة حاكم الدولة الإخشيدية الذي ه… […]
[…] إقرأ أيضاً : كافور الإخشيدي – قصة حياة حاكم الدولة الإخشيدية الذي ه… […]