عضد الدولة البويهي – قصة حياة المؤسس الحقيقي للدولة البويهية
فنا خسرو بن ركن الدولة أبو شجاع والمعروف بـ عضد الدولة البويهي ، ثاني ملوك بني بوييه ، وهو الذي أرسى الحكم البويهي في بغداد ، حيث أصبح البويهيون في عهده هم حماة الخلافة العباسية ، وسيطروا على الحكم ولم يجعلوا للخليفة العباسي يحكم سوى بالاسم .
ولد عام 937 ميلادي في أصفهان الإيرانية ، وفيها نشأ ، والده هو ركن الدولة البويهي ، وفي ظل والده نشأ عضد الدولة وتعلم فنون القتال ، والسياسة ، كما تعلم القرآن واللغة العربية .
كان يملك طموحا كبيرا في الاستيلاء على عاصمة الخلافة بغداد والتي كانت تحت حكم ابن عمه بختيار بن معز الدولة ، لكن والده كان يرى غير ذلك ، وذلك لأنه كان يريد أن تكون الأسرة البويهية أسرة قوية متعاضدة ومتكاتفة ، لذلك قام بمنع ابنه من غزو بغداد ، والاكتفاء بحكم أصفهان وشيراز وبلاد الكرج .
وفي عام 769 ميلادي توفي ركن الدولة وآلت السلطة إلى عضد الدولة ، والذي لم يجد ما يمنعه من تنفيذ حلمه القديم بالسيطرة على بغداد ، فجمع جيوشه وانطلق نحو العراق ليحارب ابن عمه بختيار ، ودارت بين الطرفين عدد من المعارك الطاحنة والتي انتهت بانتصار عضد الدولة وقتله لابن عمه بختيار ، ليدخل بغداد ويضع الخليفة العباسي تحت سيطرته ، ليكون هو الحاكم الفعلي للدولة العباسية ، ولم يكتفِ بذلك بل طلب من أئمة المساجد بالخطبة له على المنابر وذكر اسمه رفقة اسم الخليفة العباسي ، ليكون بذلك أو أمير يخطب له بعد الخلفاء .
وبعد أن استقرت الأمور له في بغداد بدأ بالتوسع في المناطق المجاورة ، فأحكم سيطرته على مناطق الحمدانيين ، ثم عاقب أخيه لوقوفه إلى جانب ابن عمه بختيار فضم أقاليمه إلى حكمه ، ومد نفوذه نحو جرجان وطبرستان ، الأمر الذي جعل مرهوب الجانب من الجميع ، وأطلق عليه ألقاب عديدة منها الملك وتاج الملك .
ويعد عهده العهد الذهبي للدولة البويهية ، فوحد إقليم فارس والعراق ، وبدأ ببناء المساجد ، وقام بإعادة إعمار المناطق المهدمة في بغداد فبنى الأسواق والحدائق ، وأقام السدود ، كما قام بإخراج أموال الصدقات وسلمها للقضاة .
كما شجع على العلم فقرب العلماء والأدباء منه وأجزل لهم الجوائز والهدايا والعطايا ، وكان عضد الدولة البويهي من محبي الشعر واتصل ببلاطه عدد كبير من الشعراء من لأبرزهم المتنبي ، وأبو الحسن السلامي .
توفي عضد الدولة البويهي عام 983 ميلادي عن عمر يناهز ستة وأربعين عاما ، بعد أن قضى عمره القصير في تأسيس دولة قوية مرهوبة الجانب ، وفي توحيد بلاد فارس والعراق .
إقرأ في نجومي أيضاً: المنصور بن أبي عامر – قصة حياة الملك المنصور
أكتب تعليقك ورأيك