عبد الحميد الأول بن أحمد الثالث بن محمد الرابع بن إبراهيم الأول بن أحمد الأول بن محمد الثالث بن مراد الثالث بن سليم الثاني بن سليمان القانوني، السلطان الثامن والعشرين للدولة العثمانية في عهده خسرت الدولة العثمانية أرض القرم لصالح روسيا.
سيرة حياة عبد الحميد الأول :
ولد في العشرين من آذار ( مارس) عام 1725 في مدينة القسطنطينية وفيها نشأ، وظل طوال حياته محجوزا في قصر داخل المدينة كعادة العثمانيين وذلك من أجل ألا يثور على أخيه مصطفى الثالث.
اعتلى عرش السلطنة في العام 1774 بعد وفاة شقيقه السلطان مصطفى الثالث، والذي كان قد أعاد شيئا من هيبة الدولة العثمانية.
وعندما علمت روسيا بتولي سلطان جديد عملت على تجهيز حملة ضخمة من أجل استعادة ما فقدته أمام السلطان مصطفى الثالث، فهاجم الجيش الروسي الجيش العثماني عند مدينة فارنا البلغارية، وتمكن من تحقيق النصر عليه، كما حققت القوات الروسية عدة انتصارات مما أجبر السلطان عبد الحميد الأول على توقيع معاهدة قينارجة.
بموجب معاهدة قينارجة حصل تتار القرم على الاستقلال بالإضافة إلى إقليم بسارابيا، ومنطقة بوبان، وخسرت بذلك الدولة العثمانية أراضي مهمة، كما تم إعطاء السفن الروسية حرية الملاحة في البحرين الأسود والمتوسط، وألزمت الدولة العثمانية بدفع غرامة سنوية لروسيا، كما منحت روسيا حق حماية النصاري من الأرثوذكس من رعايا الدولة العثمانية، كما قامت روسيا بموجب هذه المعاهدة ببناء كنيسة في اسطنبول.
ومن خلال هذه المعاهدة تمكنت روسيا من تمهيد طريقها لاحتلال القرن، حيث عملت على إثارة الفتن الداخلية، وفي العام 1774 دخل الجيش الروسي القرم وضمه إلى بلاده.
احتلال القرم جعل الدولة العثمانية تغضب بشكل كبير، وذلك نظرا لخرق روسيا لمعاهدة قينارجة، وأعد السلطان عبد الحميد العدة لحرب الروس، وطلب العون من حليفته فرنسا، والتي كانت قد وقعت اتفاقا سريا مع روسيا من أجل الحرب معا في حال حدوث أي هجوم على روسيا، مما دفع فرنسا لمحاولة ثني السلطان عن قرار الحرب، ونجحت في ذلك.
بعد ذلك استفزت الملكة الروسية كاترينا مشاعر العثمانيين ولك من خلال زيارتها لأرض القرض، وسيرها بين أقواس النصر المكتوب عليها الطريق بيزنطة، الأمر الذي جعل السلطان عبد الحميد يخرج لحربها، فسارعت باحتلال إقليم أوزي المجاور للقرم قبل وصول جيش العثمانيين، ومن ثم انتصرت عليهم.
توفي السلطان عبد الحميد الأول في السابع من نيسان ( أبريل) عام 1789 عن يناهز أربعة وستين عاما، وفي عهده خسرت الدولة العثمانية الكثيرة من هيبتها أمام روسيا.
اقرأ أيضاً: أحمد الثالث – قصة حياة أول سلاطين مرحلة الضعف في الدولة العثمانية
أكتب تعليقك ورأيك