سنان راشد الدين – قصة حياة سنان راشد الدين شيخ الجبل الثالث
سنان راشد الدين
شيخ الجبل الثالث
سنان بن سليمان بن محمد ، المكنى بأبي الحسن والملقب بسنان راشد الدين ، شيخ وداعية من دعاة الدعوة الإسماعيلية في سوريا ، اشتهر بحكمته ، ومساهمته في الحروب ضد الصليبيين بعد توقيع معاهدة الصلح مع صلاح الدين الأيوبي .
ولد في عام 582 للهجرة في قرية عقر السودان المجاورة لمدينة البصرة العراقية ، والده كان من نبلاء البصرة ، رحل من البصرة إلى آلموت بعد حدوث خلاف مع عائلته ، وفي آلموت تلقى أصول الدعوة الإسماعيلية ، فأظهر نبوغا وذكاء وسرعة بديهة فتفقه في الدين ودرس الطب والفلك والشعر وغيرها من العلوم ، الأمر الذي جعل الإمام القاهر يقربه منه ، وبعد أن أتم دراسته أرسله الإمام إلى العراق ليدير شؤون الدعوة فيها ، وبعد أن أبلى نجاحا في ذلك أرسله الإمام على ذكره السلام لإدارة شؤون الدعوة في سوريا ، والتي كانت تحت قيادة الشيخ أبي محمد ، فوصل إلى حلب ونظم صفوف الإسماعيلية فيها وأصبح الناس يتوافدون على حلقته ويستمعون لأحاديثه الممتعة .
بعد ذلك رحل إلى مصياف وأقام في قرية بسطريون ، فكان يعالج المرضى ويوزع الأدوية ، ويعلم الأطفال القراءة والكتابة ، فاشتهر بين الناس بالشيخ العراقي الطيب .
وبعد أن ذاع سيطه داعه الشيخ أبو محمد والذي كان يقيم في كهف من كهوف مصياف ، وعرض عليه أن يعمل معه ، فعمل معه ولم يخبره أن الإمام أرسله ليستلم الدعوة منه ، وقد أخفى سنان هذا الأمر لكي لا يحدث انشقاقا في الصفوف ، ولكي يدرس المنطقة بشكل جيد .
وبعد وفاة أبي محمد استلم سنان راشد الدين الدعوة ، فعمل على تنظيم صفوف الإسماعيلية ، وبنى المدراس وخرج عددا كبيرا من الفدائيين ، وقام بترميم القلاع ، وشجع أتباعه على الزراعة وحراثة الأراضي ، وكان يخصص يومين في كل أسبوع للتأمل والتأليف .
كما لعب دورا كبيرا في الحياة السياسية في عصره ، وبدأ بدخول معترك السياسة والحروب من خلال تهديده لنور الدين الزنكي الذي هاجم قلاع الإسماعيلية ، فأرسل إليه فدائيا وضع له رسالة عند رأسه طلبه بوقف هجومه على القلاع ، وإلا فإن الموت مصيره ، كما نشب خلاف بينه وبين صلاح الدين الأيوبي بعد قضاء الأخير على الدولة الفاطمية ، وحرقه للكتب الموجودة في دار الحكمة ، وبسبب هجومه على قلاع سنان راشد الدين في مصياف ، والذي قابله سنان راشد الدين بإرسال فدائي دخل خيمة صلاح الدين وهدده بالقتل فما كان من الأخير إلا أن طلب الصلح عن طريق وساطة خاله أمير حماه شهاب الدين والذي كان صديقا لسنان راشد الدين ، ووقع الصلح ليشارك بعدها سنان راشد الدين دورا في الحروب الصليبية ، فقامت الفدائية في اغتيال عدد من ملوك الفرنجة ومن أبرزهم ملك صور مونتفرات، فأدخلت الرعب في قلوبهم ، كما لعبت دورا كبيرا في معركة حطين ، واستمر الصداقة بين الطرفين حتى وفاة سنان راشد الدين في عام 1192 ميلادي ، ودفن في سفح جبل مشهد في مصياف ، لتنتهي بذلك حياة شيخ الجبل الثالث .
إقرأ في نجومي أيضاً: سلطان محمد شاه – قصة حياة سلطان محمد شاه آغا خان الثالث
[…] إقرأ في نجومي أيضاً: سنان راشد الدين – قصة حياة سنان راشد الدين شيخ الجبل ال… […]