سليمان الثاني بن إبراهيم الأول بن أحمد الأول بن محمد الثالث بن مراد الثالث بن سليم الثاني بن سليمان القانوني السلطان الثاني والعشرين للدولة العثمانية، اعتلى عرش السلطنة في عمر الرابعة والأربعين، ولم يحقق إنجازات كبيرة.
سيرة حياة سليمان الثاني :
ولد في الخامس عشر من نيسان ( أبريل) عام 1642 ميلادي في مدينة القسطنطينية، وفيها نشأ.
والدته هي صالحة دل آشوب سلطان والتي كان الزوجة المفضلة للسلطان إبراهيم، ولقد حاولت جدته السلطان كوسم أن توليه الحكم بعد مدة قصيرة من تولي أخيه السلطان محمد الرابع الحكم، ولكن اكتشاف والدة السلطان محمد الرابع للأمر، وقتلها للسلطانة كوسم حال دون ذلك.
بعد أن علم السلطان محمد بالمحاولة التي قامت بها جدته من أجل قتله خشي على حياته من أخوته، فأمر بحبسهم في غرفة أطلق عليها اسم القفص، وكانت عبارة عن غرفة مخصصة للأمراء داخل الحرم يعيشون فيها ولا يخرجون منها.
ساهم هذا الأمر في جعل سليمان شخصا مسالما، فهو لم يحتك بالناس، ولم يتعرف على أصول الحرب و لا على فنونها، وعاش عمره في الغرفة يتعلم الخط، حتى أنه نال إجازة في الخط من قبل طوقاتلي أحمد أفندي.
ولكن ثورة الإنشكارية على أخيه محمد الرابع نتيجة للهزائم التي تعرض لها في النمسا وخلعهم له ساهم في وصوله إلى عرش السلطنة في العام 1687 وهو في سن الخامسة والأربعين من العمر.
لم يكن هذا السلطان مناسبا للحكم، فالحبس جعله بعيدا كل البعد عن عالم السياسة، فقتل الجنود الثائرة الصدر الأعظم سياوش باشا أمام السلطان ولم يستطع أن يمنعهم، كما أخذوا عطية الجلوس منه.
واستغلت النمسا هذا الوضع فهاجمت أراضي الدولة العثمانية، فاحتلت بلغراد وهددت صوفيا وأدرنة مما أجبر السلطان على الخروج على رأس جيش كبير لمواجهتهم، ولكن الوزراء أعادوه بعد أن وصل إلى صوفيا.
ومن ثم قام بتعيين كوبرلو فاضل مصطفى باشا كصدر أعظم، والذي نجح في وضع حد لفساد الإنكشارية، وأجبرهم على الانصياع للأوامر، كما قام بعدد من التعديلات التي ساهمت في إنقاذ مالية الدولة من الانهيار.
بعد ذلك تفرغ الصدر الأعظم لاستعادة الأراضي التي سيطرت عليها النمسا، فخرج على رأس كبيرة فاستعاد بلغراد، ومن ثم عاد لكي يجهز لحملة أخرى لكي يستعيد المجر، وبعد أن خرج بهذه الحملة توفي السلطان سليمان الثاني وكان ذلك في الثاني والعشرين من حزيران ( يونيو) عام 1691 في أدرنة عن عمر يناهز تسعة وأربعين عام، وخلفه في الحكم السلطان أحمد الثاني.
اقرأ أيضاً: محمد الرابع – قصة حياة محمد الرابع آخر السلاطين الفاتحين في الدولة العثمانية
[…] […]