رونالد ريغان – قصة حياة الرئيس الأربعون للولايات المتحدة الاميركية

ولد الرئيس السابق للولايات المتحدة الاميركية رونالد ريغان في السادس من شهر فبراير لعام 1911 وتوفي في الخامس من شهر يونيو لعام 2004 عن عمر ناهز 93 سنة .

وقد ترعرع رونالد ويلسون ريغان في عائلة فقيرة في احدى المدن الصغيرة في شمال الينوي ، ومن ثم تخرج الرئيس الراحل من كلية بوريكا في سنة 1932 م ، ليعمل بعد ذلك كمذيع رياضي في أكثر من محطة اذاعية محلية ، وانتقل بعد ذلك الى هوليوود في سنة 1937 ، ليبدأ العمل بمهنة التمثيل وليلعب هناك أدوار البطولة في عدد من أضخم انتاجات هوليود في ذلك الوقت ، وقد انتخب رونالد ريغان مرتين لمنصب رئيس ( نقابة ممثلي الشاشة ) ، لينتقل في خمسينيات القرن الماضي للعمل في التلفزيون ، وقد انتمى سياسيا في ذلك الحين الى الديمقراطيين الليبراليين ، لتتغير وجهة نظره بعد ذلك وينتمي الى الحزب الجمهوري سنة 1962 .

رونالد ريغان

وكان منصب حاكم ولاية كاليفورنيا في سنة 1966 أول مناصبه السياسية الكبيرة ، فقام برفع الضرائب في الولاية مما حوّل العجز السابق للميزانية في الولاية الى فائض، لتنطلق عليه احتجاجات في جامعة كاليفورنيا فقاد بنفسه قوات الحرس الوطني في فترات الاحتجاج سنة 1969 ، ليعاد انتخابه لذات المنصب سنة 1970 ، وقد باءت محاولاته للترشح الى رئاسة الولايات المتحدة الاميركية عن الحزب الجمهوري عام 1968 وعام 1976بالفشل ، لكنه استطاع تحقيق انتصار كاسح بعد ذلك بأربع سنوات على رئيس الولايات المتحدة في ذلك الوقت جيمي كارتر عن عمر ناهز 70 عاما ليكون أكبر الرؤساء المنتخبين عمرا في تاريخ الولايات المتحدة الاميركية ( ولم يحطم رقمه حتى تولى دونالد ترامب منصب الرئاسة سنة 2017 ) .

وقد انتخب لدورتين انتخابيتين رئيسا للبلاد ، حيث قام في دورته الأولى بعدة مبادرات اقتصادية وسياسية جديدة ، وشكل سياسة اقتصادية عن الموارد الجانبية ، وقد سميت ( ريغانوميكس ) وقد ساهمت بالتخفيض لمعدل الضرائب مما أدى لتحفيز النمو الاقتصادي ، كما قام برفع القيود الاقتصادية ، وخفض من الانفاق الحكومي ، وقام بمحاربة المخدرات بالإضافة لمحاربته القطاع العام في مدتيه الرئاسيتين ، وقد شهد الاقتصاد خلال توليه الرئاسة انخفاضا في التضخم العام من 12.5 % الى 4.4 % ، كما شهد الناتج المحلي نموا سنويا حقيقيا بواقع 3.4 .وقد نجا من محاولة اغتيال في ولايته الأولى وكان ذلك سنة 1981 .

وقد حقق فوزا ساحقا في انتخابات 1984 واعيد انتخابه لولاية ثانية ، التي سيطرت عليها الشؤون الخارجية من إنهاء الحرب الباردة مع الاتحاد السوفيتي السابق الى قصف ليبيا وقضية ايران كونترا ، وقد انتقلت سياسته في الحرب الباردة الى التراجع بعد أن كانت بدأت بالانفراج ، وتصاعد سباق التسلح بين القوتين العظمتين في ذلك الوقت، وقد تزامنت نهاية ولايته مع انحسار وتراجع الاتحاد السوفيتي ، الذي ما لبث أن انهار بعد ثلاث سنوات من مغادرته لمنصب الرئاسة الذي تركه سنة 1989 ، ويعد ريغان أحد رؤساء الولايات المتحدة القريبين جدا من الكيان الصهيوني وقد حاول دخول لبنان ليخرج منها تحت النار جراء التفجير الذي طال السفارة الاميركية والثكنات التابعة لمشاة البحرية الاميركية .

وقد كانت نسبة الموافقة التي نالها رونالد ريغان من اعلى نسب الرؤساء في تاريخ الولايات المتحدة حيث بلغت 68 % ، وقد قرر الرئيس الراحل أن ينشط في الحياة العامة بعد مغادرته كرسي الرئاسة لكنه فوجئ سنة 1994 بإصابته بمرض الزهايمر ، لتكون جنازة ريتشارد نيكسون الظهور العلني الأخير للرئيس ريغان الذي توفي سنة 2004 ، هذا ويعد ريغان أيقونة عند الجمهوريين في الولايات المتحدة ، حيث شهدت فترة توليه الحكم تحول في توجه الولايات المتحدة السياسي باتجاه المحافظة .

إقرأ أيضاً: جيرالد فورد – قصة الرئيس الأمريكي الذي استلم الحكم دون انتخابات