حمورابي – قصة حياة حمورابي ملك بابل وكاتب الشريعة الشهيرة باسمه
حمورابي
الملك العادل
حمورابي بالأكادية تلفظ أمورابي ومعناها المعتلي ، ولد في بابل عام 1810 قبل الميلاد ، والده هو الملك البابلي سين موباليت وكانت مملكته تضم كل من بابل، سيبار، كيش ، وبورسيبا .
نشأ في قصر والده وتعلم منه القوة والبأس ، وبعد وفاة والده عام 1792 قبل الميلاد استلم الحكم ليكون سادس ملوك بابل ، وأول ملك من ملوك الإمبراطورية البابلية .
سعى منذ استلامه الحكم لتحقيق حلمه الكبير بتأسيس الإمبراطورية البابلية ،فقام بتوحيد بلاد الرافدين ، والتي كانت عبارة عن عدة دويلات صغيرة وضعيفة تتصارع فيما بينها .
وبفضل قوة شخصيته ، وخبرته العسكرية وقدرته على إدارة المعارك والحروب نجح في تأسيس هذه الإمبراطورية .
فقام بمحاربة الملك الأشوري أدد الأول واستولى على عاصمته مدينة أشور، كما هاجم بلاد سومر في جنوب بلاد الرافدين وتمكن من تحقيق الانتصار عليهم وضم بلاده إلى مملكته ، كما خاض حربا ضروسا ضد العيلاميين وتمكن من تحقيق الانتصار عليهم ، ووصلت طلائع جيوشه إلى سواحل بلاد الشام شرقا ، وإلى مملكة ماري وقطنا وديار بكر في شمال بلاد الشام ، وفي النهاية استولى على مملكة لارسا بسبب عدم وفاء حاكمها بوعده في مساعدة حمورابي في حربه ضد العيلاميين .
وبعد أن انتهى من تأسيس إمبراطورتيه العظيمة تفرغ إلى تنظيمها ونشر الخير في أنحائها ، فقام بكتابة شريعته الشهيرة والمعروفة باسم شريعة حمورابي ، والتي نحتت على حجر الديوريت الأسود وتم حفظها في محتف اللوفر في باريس .
وتعد شريعة حمورابي من أقدم الشرائع في تاريخ البشرية ، ولقد تضمنت على 282 مادة تناول فيها شؤون الحياة المختلفة ، وقد ركز في شريعته على حقوق الأفراد وواجباتهم ، فحقق بذلك العدل والمساواة فنعم الشعب بالرخاء والسعادة.
وكان حمورابي يدير إمبراطورتيه الشاسعة من خلال عدد من الحكام يقوم بتعيينهم بنفسه ، وكانت واجباتهم تنفيذ القوانين والحفاظ على الأمن والأمان ، وتحقيق العدل والمساواة بالإضافة إلى المحافظة على أمان طرق المواصلات لضمان مرور الناس والقوافل بسلام ، وكان على اتصال دائم بهؤلاء الحكام ، فيرسل لهم تعليماته ، ولقد تم العثور على عدد من الرسائل الملكية التي أرسلها لحكامه والتي تدل على متابعته لأمور الإمبراطورية.
ولقد استفاد من الموارد الكثيرة ، فاستغلها لبناء الأسوار للمدن لحمايتها من الغزوات ، وعند أبواب هذه المدن كان تدور المعاملات التجارية ، حيث كان تجار بابل يرحلون نحو بلاد الشام وبلاد أشور ، ويبادلون المنسوجات والحبوب بالذهب والأحجار الكريمة ، وبذلك عاش سكان بابل في نعيم ورخاء في ظل حكم هذا الملك العادل .
توفي حمورابي في مدينة بابل عام 1750 عن عمر يناهز الستين عاما قضاها في نشر العدل والمساوة بين الناس ، وورث العرش من بعده ابنه سمسو إيلونا ، لتنتهي بذلك حياة أعظم ملوك بابل .
إقرأ في نجومي أيضاً: سيف الدولة الحمداني – قصة حياة سيف الدولة الحمداني
[…] إقرأ في نجومي أيضاً: حمورابي – قصة حياة حمورابي ملك بابل وكاتب شريعة حموراب… […]