تيمور لنك – قصة حياة تيمور لنك تيمور الأعرج
تيمور لنك القائد التتري العظيم و مؤسس السلالة التيمورية ، والذي قام ببناء إمبراطورية كبيرة وواسعة ، وغزا عددا كبيرا من بلدان العالم ، وكان اسمه يثير الرعب في أي بلد يمر به ، وذلك نظرا لدمويته الشديدة وحبه لسفك الدماء .
ولد في عام 736 للهجرة الموافق 1336 ميلادي في قرية من قرى مدينة كش والواقعة في أوزبكستان جنوب سمرقند ، وتعني كلمة كش باللغة الفارسية المدينة الخضراء .
كانت تعود بأصلها إلى الحاكم والإمبراطور المغولي جنكيز هان ، وبدأ حياته في قبيلة البرلاس الأوزبكية ، وفيها تعلم فنون القتال والصيد .
أسلم على يد السيد بركة عندما كان في مدينة بلخ ، واعتنق المذهب الشيعي .
انضم تيمور لنك إلى الأمير حسين حفيد كازغان والذي كان يريد الثأر لجده من تغلق تيمور ، وأصبح الساعد الأيمن للأمير حسين ، حتى أن الأخير قام بتزويجه أخته ، لكن مساعيهما باءت بالفشل ففر الرجلان نحو خراسان، لكن تغلق تميور ظل يلاحقهما الأمر الذي جعلهما يرحلان نحو قندهار ، ومن ثم سيستان ، حيث قاما بجمع الأنصار ونجحوا عام 766 للهجرة الموافق 1364 من السيطرة على بلاد ما وراء النهر ، لكن الخلافات وقعت بين تيمور لنك وصهره ، فقتل زوجته وتغلب على صهره ، ودخل سمرقند عام 771 للهجرة الموافق 1370 ، وأعلن نفسه حاكما وأنه الشخص الذي سيعيد أمجاد جده جنكيز خان ، ويعيد بناء إمبراطورية المغول .
وبدأ تيمور لنك بالتوسع متبعاً سياسة أجداده المغول ، حيث كان محباً لسفك الدماء لا يرحم النساء والشيوخ والأطفال ، وانطلقت جيوشه الجرارة ففتح أذربيجان ، وارتكب مجزرة في أصفهان راح ضحيتها أكثر من سبعين ألف شخص ، وقام يجمع جمامهم وصنع منها مآذن .
ثم فتح صحراء القفجاق عام 794 للهجرة الموافق1392 ميلادي ، وبعدها اتجها نحو بلاد فارس فأخضعها ، ومن ثم دخل العراق فدمر مدن الموصل والكوفة وواسط وبغداد ، وكان أينما حل ترك الدماء والدمار ، ثم اتجه شمالا فدمر ديار بكر وأرمينيا وجورجيا ، ومنها أردا الانطلاق نحو بلاد الشام لكنه خشي قوة المماليك فعاد إلى بلاده ، بعد ذلك توجه تيمور لنك نحو الهند مستغلا فترة الضعف التي مرت بها البلاد بعد وفاة فيروز شاه ، فاحتل العاصمة دلهي ، وجعلها ركاما ، وقتل كل من وجد فيها ،وعندما علم بموت سلطان المماليك برقوق قرر غزو بلاد الشام فترك الهند تغوص بالدمار وانتقل نحو بلاد الشام .
بدأت غزوته لبلاد الشام فاحتل قراباغ ودمرها ، ومنها انطلق نحو تفليس ، سيواس ، ثم عينتاب ، ودخل بلاد الشام من الشمال ، فاحتل حلب وأقام فيها مذبحة كبيرة ، ومنها انطلق نحو دمشق ، ودخلها وحرقها على الرغم من استماتة أهلها في الدفاع عنها ، وبعد ذلك دمر مدن طرابلس ، بعلبك ، حماه ، سلمية ، واتجه نحو بغداد حيث دمرها وقتل أكثر من مئة ألف إنسان فيها ، ولم ينج منه سوى مدينة حمص، وتروي الحكاية أن سبب نجاة حمص هو وصول تيمور لنك لها يوم الأربعاء ورؤيته لأهلها يطرقون على الطناجر الموضوعة على رأسهم فظن أنهم مجانين فتركها دون أن يمسها ، ولهذا يطلق يعد يوم الأربعاء عيدا للمجانين عند أهل حمص .
بعد ذلك دخل أراضي الدولة العثمانية والتقى بالسلطان بايزيد الأول وجرت معركة أنقرة بينهما والتي بنهايتها تمكن من الانتصار وأسر السلطان الذي مات في الأسر .
لم يرغب تيمور لنك في التوقف عن الغزو فقرر غزو الصين في فصل الشتاء عام 807 للهجرة الموافق 1404 ميلادي ، وعلى الرغم من نصح الأطباء له بالتراجع عن قراره إلا أنه أصر على الغزو الأمر الذي كلفه حياته بعدما ذاب كبده بفعل مستحضر من تقطير الخمر كان يستخدمه ليتعالج من الحمى التي أصابته ، وبعد وفاته نقل جثمانه نحو سمرقند حيث دفن فيها ، لتنتهي بذلك حياة الطاغية تيمور لنك الذي نشر الرعب والدمار في كافة أنحاء العام .
إقرأ في نجومي أيضاً: طارق بن زياد – قصة حياة طارق بن زياد فاتح الأندلس
[…] إقرأ في نجومي أيضاً: تيمور لنك – قصة حياة تيمور لنك تيمور الأعرج […]