المتوكل على الله – قصة حياة المتوكل على الله الخليفة العادل
المتوكل على الله ، واسمه الكامل جعفر بن المعتصم بن هارون الرشيد بن المهدي بن المنصور ، والمكني بأبي جعفر ، الخليفة العباسي العاشر ، اشتهر بإعلائه لكلمة السنة على حساب المعتزلة ، وبإصلاحاته الكبيرة .
ولد عام 205 للهجرة الموافق 822 ميلادي ، وعاش في قصر الخلافة في سامراء تحت رعاية والده الخليفة المعتصم .
أحب المتوكل العلم منذ الصغر ، فدرس علوم الدرين ، واطلع على عدد من العلوم الأخرى .
وبعد وفاة أخية الواثق عام 232 للهجرة الموافق 847 ميلادي تولى الخلافة ، وتميز عهده بالعدل والإنصاف , حيث قام بإنهاء القول في خلق القرآن ، وأعاد السنة إلى واجهة الدولة ، وأخرج الإمام أحمد بن حنبل من السجن ، وقربه منه كثيرا .
كما عمل المتوكل على عزل الولاة الظالمين وصادر أملاكهم ، وقام بتعيين ولاة أكثر عدلا وإنصافا .
اهتم المتوكل بالعمران فقام ببناء مدينة المتوكلية واستقر فيها ، كما قام ببناء المسجد الجامع في سامراء ، بالإضافة إلى ذلك فإنه قام بتشييد مدينة الدور .
كان المتوكل محبا للعلم ، واستمرت حركة العلم النشطة في عهده ، وقرب العلماء من مجلسه ، وقدم له الدعم الكامل .
ولقد حدث في عهد المتوكل عدد من الكوارث الطبيعية والتي ساهمت في إعاقة حركته الإصلاحية ، ومنها ريح السموم التي ضربت الكوفة والبصرة فأهلكت الزرع وأصابت الحياة بالشلل ، كما تعرضت البلاد في عهده لعدد كبير من الزلازل راح ضحيتها مئات الألوف من الناس ، وأشهر تلك الزلازل الزلال الذي ضرب دمشق ، وهلك خلق كثيرا ، وزلزال الموصل والذي أدى إلى وفاة أكثر من خمسين ألف شخص .
أما من الناحية الخارجية ، فقد استغل الروم وفاة الواثق وهاجموا دمياط ، وبعد ذلك أعادوا الكرة وهاجموا عين زربة الواقعة على الحدود الشمالية للدولة العباسية ، فقام المتوكل بتعيين علي بن يحيى الأرمني على رأس جيش كبير وطلب منه حماية الثغور.
كما قام المتوكل بالقضاء على الأحباش الذين وصلت غاراتهم حتى صعيد مصر ، فجهز لهم جيشا بقيادة محمد بن عبد الله القمي .
سار المتوكل على نهج جده الرشيد فقام بعقد الولاية لأولاده المنتصر ، المعتز ، والمؤيد ، وكان المنتصر الأقرب لقلب والده نظرا لشجاعته وإقدامه وبلاغته ، لكن الأتراك الذين كانوا يتمتعون بسلطة كبيرة من أيام المعتصم لم تعجبهم إصلاحات المتوكل ، فعمدوا إلى التآمر مع ابنه المعتز الذي خشي أن يعزله والده عن الخلافة ويعين المنتصر بدلا منه ، وقاموا بقتل الخليفة المتوكل وذلك عام 247 للهجرة الموافق 861 ميلادي ، لتنتهي بذلك حياة المتوكل ، ولينتهي بوفاته دور القوة في الدولة العباسية ، وليصبح الخلفاء من بعده ألعوبة بيد الأمراء.
إقرأ في نجومي أيضاً: قتيبة بن مسلم الباهلي – قصة حياة القائد الإسلامي الكبير
أكتب تعليقك ورأيك