المأمون – قصة حياة المأمون الخليفة العباسي السابع
عبد الله بن هارون بن محمد بن عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله العباس بن عبد المطلب والمكنى بأبي العباس والملقب بـ المأمون ، الخليفة السابع للدولة العباسية ، ولقد شهدت الدولة العباسية في عهده نهضة علمية وسياسية ، ويعد أحد خلفاء دور القوة فيها .
ولد في170 للهجرة الموافق 786 ميلادي في عاصمة الدولة العباسية بغداد ، والده هو الخليفة هارون الرشيد ، أما والدته فكانت مراجل وهي فارسية الأصل .
نشأ في قصر الخلافة في ظل رعاية والده ، حيث نشأ نشأة علمية ، فقام والده بإحضار العالم الكسائي ليقوم بتدريسه العلوم مع أخيه الأكبر الأمين .
تولى ولاية العهد وهو في سن الثالثة عشرة ، وفق وصية والده ، والتي كانت تقتضي بأن يخلف المأمون أخيه الأمين في الخلافة .
ولّاه ولاية خراسان ، وذلك لأن أصول والدته من تلك البلاد ، وكان مستقلا بذاته بين أخواله .
بعد وفاة والده تولى الأمين الحكم حسب الوصية ، لكن الأمين قام بعزل أخيه وولى ولده موسى مكانه ، الأمر الذي أدى إلى اشتعال نار الفتنة بين الأخوين ، ولقد تحول هذا الصراع إلى صراع بين العرب بقيادة الأمين والذي كانت أمه عربية ، وصراع بين الفرس بقيادة المأمون الذي كانت أمه فارسية ، وفي نهاية هذا الصراع انتصر المأمون وقتل أخيه الأمين واستلم الخلافة وكان ذلك في العام 198 للهجرة الموافق 813 ميلادي .
بعد أن استلم الحكم سيطر الفرس على الدولة ، وعندما لاحظ اتساع نفوذهم حاربهم بالعلويين ، كما استطاع أن يكسب أهل السنة ، وبعد ذلك قام بالتوفيق بين الأحزاب جميعها وضمها تحت جناحه بفضله حنكته الكبيرة .
قضى المأمون الفترة الأولى من خلافته في مرو قبل أن يقرر العودة إلى بغداد وإدارة زمام البلاد منها .
وشهد عهده عدد من الثورات الداخلية ،حيث استغل العديد من الطامعين في الحكم الخلاف بين الأمين والمأمون ، وضعف الدولة ، وبعد استلامه للخلافة قامت ثورة بقيادة ابن الشيباني الذي دعا للثأر للأمين العربي من المأمون الفارسي ، لكن المأمون قضى على هذه الثورة وقتل قائدها ، كما حدثت ثورة أخرى في مصر ، حيث استغل الأمويون في الأندلس اضطراب الدولة العباسية ، واحتلوا مصر لفترة قبل أن يستعيدها المأمون منهم ، كما قامت في الجزيرة السورية ثورة بقيادة نصر بن شبث وذلك لاعتماد المأمون على العنصر الفارسي على حساب العنصر العربي ، لكن المأمون نجح بتوطيد الحكم والقضاء على جميع تلك الثورات .
أما من الناحية الخارجية فواصل علاقاته الجيدة مع فرنسا حتى بعد أن توفي شارلمان ، واستمر في عداء الدولة البيزنطية ، وقاد حملة بنفسه اخترق فيها حدود الدولة البيزنطية وسيطر على عدد من المدن والحصون ، واستمر يغزوهم حتى توفي في أثناء خروجه للغزو .
كان مثقفا ومحبا للعلم ، ومعجبا بتاريخ الحضارات القديمة ، لذلك شهد عهده ترجمة عدد كبير من الكتب اليونانية ، كما اهتم بالدراسات الفلكية ودعهما بشكل لا محدود ، كما قام بإرسال بعثة لتقيس محيط الأرض ،كما أنه قرب العملاء والأدباء من بلاطه وأجزل لهم العطايا .
واستمر على عرش الخلافة إلى أن وافته المنية عام 218 للهجرة الموافق 833 ميلادي ، عندما أصابته حمى في شمال طرسوس أثناء خروجه لغزو الدولة البيزنطية ، وتم دفنه في طرسوس لتنتهي بذلك حياة الخليفة العباسي السابع والذي شهد عصره نهضة علمية وثقافية كبيرة .
أكتب تعليقك ورأيك