السلطان سليمان القانوني – قصة حياة أشهر سلاطين العثمانيين
السلطان سليمان القانوني إسمه الكامل سليمان بن سليم الأول بن بايزيد الثاني بن محمد الفاتح بن مراد الثاني بن محمد الأول بن بايزيد الأول بن مراد الأول بن أورخان غازي بن عثمان بن أرطغرل ، سلطان عثماني من أشهر سلاطين الدولة العثمانية ، وفي عهده وصلت الدولة العثمانية لأقصى اتساع لها ، وسادت العالم بأكمله .
ولد في السادس من تشرين الثاني ( نوفمبر ) عام 1494 في مدينة طرابزون التركية ، والده هو السلطان سليم الأول ووالدته هي عائشة حفصة سلطان ، وتوفيت والدته وهو في سن السابعة من العمر .
أرسله والده منذ صغره إلى القسطنطينية ليدرس في مدارس الباب العالي فيها ، حيث درس الأدب ، العلوم ، التاريخ ، الفقه ، والتكتيكات العسكرية .
عين كوالي لفيودوسيا وهو في سن السابعة عشرة ، ثم حكم مانيسا وأدرنة ، ووضع والده ثقته به لما رأى فيه من حنكة وقوة شخصية ، وقدرة على الإدارة بحزم كبير .
تولى العرش بعد وفاة والده وهو في سن السادسة والعشرين ، وحاول عدد من الولاة الاستقلال بولاياتهم مستغلين صغر سن السلطان العاشر سليمان القانوني ، لكن هذا الأخير فاجأهم بحكمته ، وشدته ، فقام بالقضاء على تمرد قاده قائد المماليك جان برد الغزالي في دمشق ، كما قضى على تمرد أحمد باشا في مصر ، بالإضافة إلى التمرد الذي حصل في منطقتي قونيه ومرعش بقيادة قلندر جلبي .
بعد أن قام بتوطيد الحكم داخل السلطنة ، وفرض هيبته عليها بدأ تفكيره في توسيع الإمبراطورية العثمانية ، فقام بتطوير الأسطول البحري حتى أصبح من أقوى الأساطيل في العالم ، كما قام بصرف العديد من الأموال على تقوية الجيش وتطويره، بعد ذلك بدأ بأعماله التوسعية ، فتحالف مع ملك فرنسا فرانسو الأول ، فبدأ الأسطول البحري مهمته ، فاستعاد عدة مدن فرنسية وأهداها للملك الفرنسي ، كما واجه الأسطول الإيطالي والإسباني ، وحقق النصر عليهما ،وأصبح الأسطول العثماني سيد البحر المتوسط .
بعد ذلك أراد السلطان سليمان القانوني فتح إيطاليا ، واتفق مع الملك الفرنسي على الخطة فحاصرها من الشرق بينما كانت مهمة الجانب الفرنسي الهجوم من الغرب ، لكن الملك الفرنسي خشي أن تثور أوربا عليه فامتنع عن الهجوم مما أفسد الخطة .
وبعدها قام بعدة حملات أسكت من خلالها البلغاريين ، الصربيين ، والبيزنطيين ، تفرغ لفتح بلغراد والتي تعد من أحصن المدن المسيحية ، وتم له ما أراد وكان ذلك 1521 ، وانتشر خبر فتح المدينة ، فارتعبت أوربا كلها ، وأصبحت الدولة العثمانية مرهوبة الجانب .
ولم تقتصر فتوحاته على أوربا بل شملت آسيا وأفريقيا ، ففي آسيا قام السلطان سليمان القانوني بالقضاء على الدولة الصفوية ، وضم إيران لحكمه ، وفي إفريقيا وصلت سلطته إلى أقصى المغرب ، وبذلك بسط سيطرته على أراض في ثلاث قارات ، لتبلغ الدولة العثمانية في عهده أقصى اتساع لها .
انعكست قوة الدولة الخارجية على الوضع الداخلي ، فازدهرت البلاد وعم الأمن والرخاء ، وقام السلطان بتشييد المباني والمدارس ، بالإضافة إلى ذلك فإنه اهتم بالعلم والعلماء ، وقربهم منه .
تزوج السلطان سليمان القانوني من فتاة روسية تدعى روكسلانا والتي أسرها المسلمون ، وأطلق عليها حرم السلطان ، وكانت هذه الفتاة من أصل يهودي ، فساهمت في توطيد يهود الدونمة ، والذين ساهموا بانهيار الدولة العثمانية في القرون اللاحقة ، كما أوغرت قلب السلطان على ابنه مصطفى وأوهمته بأنه سيثور عليه فقام بقتله ، فتوفي ابنه الآخر حزنا على أخيه وبذلك لم يبق سوى بايزيد عقبة في طريق وصول ابنها سليم إلى الحكم ، فنجحت بالإيقاع به ، وبذلك أصبح ولدها سليم الوريث الوحيد .
واستمر السلطان سليمان القانوني في الجهاد إلى أن توفي بداء النقرس وذلك أثناء قيامه بفتح مدينة سيكتوار ، لتنتهي بذلك حياة السلطان العاشر من سلاطين الدولة العثمانية ، والذي فرض هيبتها على العالم أجمع .
إقرأ في نجومي أيضاً: بلفور – قصة حياة آرثر جيمس بلفور صاحب وعد بلفور
[…] […]
لم يقضي على الدولة الصفوية تحروا الدقة في سرد التاريخ