الإسكندر الثالث المقدوني، المعروف بـ الإسكندر المقدوني ، وُلد في مدينة پيللا سنة 356 ق.م
الإسكندر المقدوني – قصة حياة الإسكندر الأكبر
كان والده الإسكندر فيليب الذي استطاع ان يصير ملكاً على مقدونيا عام 358 ق.م بفضل شجاعته وإقدامه. فأصبح واحداً من كبار ملوك التاريخ. وبعد ان اعتلى العرش ركّز طموحه في هدفين: الأول، توحيد اليونان والثاني غزو العالم. لقد حقق هدفه الأول وترك تحقيق الهدف الثاني لإبنه بعد وفاته.
شعر الاسكندر منذ حداثته بأنه ولي العهد وأنه سيرث عرش مقدونية، في يوم من الأيام. أخذت شخصيته تظهر في بعض المزايا والصفات التي أدت الى شهرته كغلام شجاع ذكي وصاحب ثقة بنفسه. أراد والده ان ينال نصيباً من الثقافة فاقنع أرسطو فيلسوف اليونان وعالمها الجليل، ان يأتي الى بيللا ويصبح أستاذاً لولده.
جاء أرسطو، حاملاً علمه وفلسفته، وعلم الإسكندر علوم الطب والسياسة والحقوق بالإضافة الى علوم العقل والحكمة، وفتح أمام تلميذه الصغير عالم الكتب الرحيب. أما الكتاب الذي عشقه الإسكندر، فهو إلياذة هوميروس او كتاب الأبطال. سُرّ فيليب لما بذله أرسطو من جهود في تعليم الإسكندر، وصادف مرة أن مرّ فيليب في إحدى معاركه بالمدينة التي ولد فيها أرسطو، إستولى عليها ودمرها، لكنه سرعان ما ندم على فعلته فإعتذر من أرسطو وأمر بإعادة بناء تلك المدينة، وأذن لأهلها المشردين ان يعودوا إليها.
أبدى الإسكندر ميلاً قوياً إلى الفنون، فأحب الموسيقى، وتعلم العزف. وحين بلغ الإسكندر السابعة عشرة من عمره كان فيليب في غزوة خارج البلاد، فتمردت إحدى القبائل في الشمال، مستخفة بالإسكندر. وعلى الفور هبّ الإسكندر نحو المتمردين، وقضى عليهم في المعركة.
أشرف الإسكندر على الثامنة عشرة من عمره وأراد فيليب ان يمتحنه، فمنحه قيادة الفرسان. خاض الإسكندر هذا الإمتحان بنجاح، وفي أواخر ايام فيليب أراد ان ينشئ جسراً من الصداقة بينه وبين أعدائه اليونانيين بدلاً من الحقد، فأرسل الإسكندر إلى أثينا رسولاً للتفاهم. فعاد الإسكندر ناجحاً، ومعه رفات الأموات اليونانيين الذين حاربوا ببسالة، تكريماً له.
ولكن المرض بدأ يثقل على فيليب والد الإسكندر وكان قد ضجر من كبرياء زوجته فزين له مستشاروه أن يتزوج بامرأة ثانية، وفي حفل الزواج ثار الإسكندر ثار وقف والده لكن سرعان ما سقط على الأرض فتقدم الإسكندر نحوه ثم قال: “أيها المقدونيون! هذا الرجل والدي يقول لكم إنه سوف يقودكم من بلد إلى بلد في آسيا. لكنه الآن لا يستطيع أن ينهض على رجليه!”
بعد ذلك المشهد الفظيع الذي أهان فيه الإسكندر المقدوني والده فيليب، أجبر أمه أولمبياس على أن تهجر أباه، وترافقه إلى مكان بعيد. لكن ظل الإسكندر برغم بُعده يحلم بالملك والسيطرة. وبعد أيام طويلة دعا فيليب ابنه الإسكندر ليعود إليه ليكون الإسكندر قريباً من العرش، قريباً من العاصمة بيللا التي تؤلف رمز الوحدة.
وافق الإسكندر المقدوني بعد تردد على العودة إلى البلاط الملكي، فاستقبله أبوه بالترحاب. وفي ذلك الوقت ولدت زوجة أبوه الثانية غلاماً، فإزداد نفوذها فما كان من عمّها إلا وان إعتدى على أحد رجال حاشية فيليب المسمى بوزانياس، فشكا هذا أمره إلى الملك وأهمل شكواه. وبعد أيام اغتال بوزانياس الملك فيليب، ولقي مصرعه على أيدي أحد حراسه. كان طبيعياً أن يعتلي الإسكندر العرش ودماء أبيه لا تزال ندية. وهكذا أصبح ملكاً على مقدونيا وعمره عشرون عاماً.
كان يتمتع بصفة بارزة يملكها أعظم الرجال، إذ كان يتخذ قراراته بسرعة وينفذها بسرعة. وبعد اعتلائه العرش كان أمامه الكثير من الأعمال، لكن المشكلة الكبرى التي واجهته أنه وجد خزائن الدولة فارغة.
وكان أول عمل للإسكندر أنه انتقم لوالده من الذين تآمروا على اغتياله. ثم تحرك لملاقاة المتمردين الذين سَرّهُم موت والده، وهم لا يعرفون عن الإسكندر إلا قليلاً. في ذلك الحين، أخذت بوادر التمرد تظهر في اليونان بل مقدونية نفسها اضطربت بعد موت فيليب. وماذا عسى الإسكندر أن يصنع ليعيد الإستقرار إلى مملكته الموروثة؟
ظن الجميع أنه سيتجه سريعاً إلى اليونان ويخضعها، لكنه خدع الجميع إذ إنطلق في الطريق المعاكس. كان يدرك، بفضل غريزته وتدريبه حقيقة عسكرية هامة: أن القائد الماهر هو الذي يحمي خطوط تموينه، ومواصلاته الخلفية، قبل أن يقدم على أي شيء. إذ لا أمان في الإقدام بدون الإلتفات إلى الوراء. لكن الإسكندر إستطاع أن يقود جيشه، حتى نهر الدانوب البعيد، حيث أسس مركزاً للقيادة، في مكان يدعى اليوم بوخارست عاصمة دولة رومانيا، ثم قضى على رجال القبائل الذين هدّدوا بالثورة عليه. ومنذ ذلك التاريخ، لم يلق الإسكندر أية متاعب أو مشاكل على تلك الأرض. وبذلك أمنت حدود دولته. عاد الإسكندر منتصراً وفي قلبه مرارة من اليونان وتذكّر خطيب اليونان المشهور ديموسشينوس الذين لطالما هاجم أباه فيليب بخطبه القاسية اللاذعة.
وقال الإسكندر المقدوني كلمته المشهورة: “سيرى ديموسشينوس أنني كنت طفلاً منذ أسبوع، حين قاتلت أولئك البرابرة، وأنني أمسيت غلاماً بالأمس، حين عبرت السهول والأودية إلى اليونان أمّا الآن فأنا رجل أمام أسوار أثينا. لكن همّ الإسكندر الذي ظل يقلقه هو أن يهزم الفرس أعداء اليونان.
إندلعت عليه ثورة في مدينة “طيبة” وهي مدينة مقدسة عند اليونان. فعرض على أهلها الصلح والعفو إذا إستسلموا. لكنهم اصرّوا على التحدي والمقاومة. فزحف الإسكندر المقدوني بجنده نحوها، وحاصرها، ودكّ أسوارها، وأحرق منازلها كلها، ما عدا منزل شاعر اليونان بندار الذي حفظ شعره، فلم يتحمل أن يهدمه! ولم يبقِ الإسكندر في المدينة إلا ذلك المنزل وحده شاهداً على تكريمه للشعراء.
بدأ الإسكندر المقدوني توسّعه الّي خلّد اسمه في غزوه لبلاد الفرس أولاً، والعالم ثانياً. لم ينس اليونانيون أرضهم التي صبغها الغزاة المعتدون بالدماء البريئة، وهؤلاء هم الفرس يحتلون المدن والقرى ويستعبدون الناس! فلماذا لا يقابل الإسكندر الاعتداء بالاعتداء؟ فاستطاع أن يبطش بهذه الدولة المعتدية، ويقطع مضيق الدردنيل الذي يفصل أوروبا عن آسيا. فعبره بسهولة دون أن يجد أي مقاومة من الفرس أو غيرهم، ووقف لأول مرة على شواطئ آسيا.
حيث تمكن الجنود المشاة المقدونيون من الإنتقال إلى الضفة الثانية بدروعهم سباحة، وفرّ الفرس أمام هذه البسالة الفائقة وهزمهم في هذه المعركة. وهكذا ربح الإسكندر المقدوني معركته الأولى في آسيا. ومن توسعاته تلك الحملات على أرض لبنان حيث وقف على أسوار مدينة صور وكانت منيعة أبت الخضوع له، وقد اتجه بعدها إلى مصر ولم يحتج إلى إستخدام القوة وذلك لأنهم كانوا يريدون أن يتخلصوا من الفتح الفارسي بأي ثمن.
بقي فترة في بلاد النيل، إلى أن تابع التوسع في بلاد فارس فانتصر على ملكهم في ثاني معركة ثم غلب ملك الملوك في ثالث معركة. سيطر الإسكندر على نصف الأرض التي كانت معروفة وصار ملكاً على مقدونية، اليونان، مصر، وفارس وهو في سن السادسة والعشرين من عمره.
ثم شقّ طريقه إلى الهند عام 325 ق.م وهي آخر معركة خاضها الإسكندر المقدوني واستخدم فيها فنون القتال وخرج منها منتصراً. فقد توقف عند هذا الحد إذ لم يبق بإمكان المقدونيين أن يواصلوا الزحف نتيجة الإرهاق. وبذلك عاد الجيش المقدوني بعد أن قام بأعاجيب لم ينجزها أي جيش آخر حتى اليوم.
وأخيراً، أصيب بحمّى بابل فقهرت ذلك الذي لا تقهره معارك الأيام، وما أسرع ما أضحى الإسكندر الكبير جثة هامدة عام 323 ق.م! لم يقطع التواصل بوالدته ولا بأرسطو طوال هذه السنوات. ولقد سأله من حضروا ساعته الأخيرة عمن سيرث عرش البلاد، فكان جوابه: “الأقوى”.
في نجومي المزيد من سير مشاهير التاريخ والسياسة، نقترح عليكم مطالعة قصة حياة صدام حسين الرئيس العراقي المثير للجدل.
إذا أعجبك هذا المقال نرجو منك مشاركة الرابط الخاص به على صفحاتك في مواقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك، تويتر..).
[…] بأصلها إلى السلالة التي قام بتأسيسها بطليموس قائد الإسكندر المقدوني في مصر ، أطلق على نفسها لقب إيزيس الجديدة ، وإيزيس هو […]
[…] بأصلها إلى السلالة التي قام بتأسيسها بطليموس قائد الإسكندر المقدوني في مصر ، أطلق على نفسها لقب إيزيس الجديدة ، وإيزيس هو […]