أوريليان إمبراطور روماني كبير، يعد من أهم وأعظم الأباطرة الرومان، شهد عهده توسعا كبيرا للدولة الرومانية، كما قام بهزيمة القبائل الجرمانية، القوط، الواندال، وهو الإمبراطور الذي أنهى الإمبراطورية التدمرية.
ولد في العام 214 ميلادي لأسرة فقيرة ومتواضعة تعمل في الزراعة في ولاية إليريا الرومانية، وفيها نشأ.
وفي العام 235 التحق أوريليان بالجيش الروماني ولقد تم تجنيده في الفيالق، وبدأ بعد ذلك مرحلة الارتقاء في الرتب الأمر الذي ساهم إلى وصوله إلى مناصب رفيعة في الجيش، ولقد ساهمت سمعته الحسنة وشجاعته في حصوله على هذه الترقيات بشكل سريع.
اشترك أوريليان في معركة نايسوس برفقة القائد كلاوديوس والتي انتهت بانتصار الرومان الأمر الذي جعله مقربا من الإمبراطور غالينوس، وبعد وفاة الإمبراطور غالينوس والقائد كلاوديوس تسلم السلطة كينتيلوس شقيق كلاوديوس، ولكن الجيش لم يعترف به وفضل أن يكون الإمبراطور أحد القواد ووقع الاختبار على أوريليان والذي نجح في هزيمة كينتيلوس وتم تنصيبه إمبراطورا لروما.
تسلم هذا الإمبراطور العرش في فترة حرجة حيث كانت الإمبراطورية الرومانية تعاني من عدد كبير من الضغوط الخارجية والداخلية، كما كان الاقتصاد يعاني من التدهور والتراجع، فحمل هذا الإمبراطور على عاتقه النهوض بالإمبراطورية من جديد.
بدأ هذا الإمبراطور حملته من الغرب ففي العام 270 ميلادي قاد مجموعة من الحملات العسكرية ضد لواندال واليوتونجيين في شمال إيطاليا، ومن ثم قام ببناء الأسوار الأوريليانية حول العاصمة روما ليحميها من غزوات القبائل الجرمانية، ومن ثم حارب القوط والجرمان وانتصر عليهم، ودفعهم إلى التراجع إلى ما وراء نهر الدانوب، وبذلك يكون أمن الحدود الغربية لدولته.
وفي العام 272 ميلادي اتجهت أنظاره نحو الشرق حيث أعلنت تدمر بقيادة ملكتها زنوبيا استقلالها عن روما الأمر الذي دفع الإمبراطور لمحاربة الملكة زنوبيا، فسار على رأس جيش ضخم للقضاء على المملكة التدمرية، وهزم المكلة زنوبيا في معركة أنطاكيا، ومن ثم طاردها نحو تدمر وتمكن من أسرها أثناء محاولتها الفرار من تدمر لطلب مساعدة الساسانيين أعداء الروم، وبالتالي استطاع استعادة الشرق وفي أثناء عودته إلى روما استعاد مصر فأطلق عليه لقب معيد الشرق.
وفي العام 273 اضطر هذا الإمبراطور للعودة إلى تدمر لقمع فتنة جديدة قامت ضده ونجح في قمعها وقام بحرق تدمر.
وفي العام 274 ميلادي قام هذا الإمبراطور باجتياح إمبراطورية الغال فأطلق عليه شعبه لقب معيد العالم، وشهد عصره العديد من الإصلاحات الاقتصادية، والإدارية والدينية، وبسببه عادت الإمبراطورية الرومانية إلى قوتها.
توفي الإمبراطور أوريليان في العام 275 بعد خمس سنوات من استلامه لعرش روما، حيث تم قتله من قبل حراسه الشخصيين الذين خافوا أن يعدمهم نتيجة تزوير أمين سره لقائمة فيها أسمائهم مؤشر عليها من قبل الإمبراطور بأنهم محكومين بالإعدام، وذلك نتيجة ارتكاب أمين السر لخطأ وخوفه من عقوبة الإمبراطور، وبوفاته أسدل الستار على أحد أعظم أباطرة الرومان، والإمبراطور الذي أعاد لروما هيبتها.
إقرأ أيضاً: توماس جفرسون – قصة حياة توماس جفرسون ثالث رؤساء أمريكا
[…] أوريليان – قصة حياة أوريليان الإمبراطور الروماني ال…أوريليان – قصة حياة أوريليان الإمبراطور الروماني الملقب بمعيد العالم […]