أخناتون أو الروح الحية لآتون فرعون من أهم فراعنة الأسرة الثامنة عشرة، تميز عهده بعبادة الإله آتون كإله واحد، والقضاء على عبادة الآلهة المتعددة.
ولد للأسرة الحاكمة بمصر، والده هو أمنحوتب الثالث، ووالدته هي الملكة تيي، وفي ظل العائلة الحاكم نشأ هذا الفرعون وترعرع.
تولى عرش مصر في العام 1353 قبل الميلاد وتميز عهده بإهمال الشؤون الخارجية بشكل كبير.
حاول أخناتون القضاء على عبادة الآلهة المتعددة، وبخاصة عبادة الإله آمون والذي كانت عبادته منتشرة في كافة أنحاء مصر، وبدأ عملية إصلاح ديني فجعل الإله آتون هو الإله الوحيد الذي يعبد، ورمز له بقرص الشمس.
كما قام بنقل عاصمته من طيبة إلى مدينة جديدة بناها بنفسه وهي أخيتاتون بالمنيا، ولم يبقَ من هذه العاصمة سوى الآثار.
في أخيتاتون بالمنيا قام أخناتون ببناء عدد من المعابد للإله آتون، ولقد اختار هذه العاصمة بعيدة عن طيبة، وذلك لكي يتخلص من كهنة معبد آمون اللذين كانوا معارضين لعبادة آتون.
لم يولِ هذا الملك أي اهتمام للسياسة الخارجية حيث أن معظم اهتماماته كانت منصبة لعبادة الإله آتون الأمر الذي جعل الجزء الآسيوي من دولته ينفصل عنه، وشكل دولة هددت الدولة في مصر.
تزوج هذا الملك من عدد من النساء أولهم كانت الملكة نفرتيتي، والتي كانت تساهم معه بعبادة الإله آتون وأنجب منها ست بنات، كما تزوج من كيا والتي ولدت توت عنخ آمون، كما كان له عدد كبير من الزوجات الثانويات واللواتي أنجبن له العديد من الأبناء.
ولم تلقَ إصلاحات أخناتون أي ترحيب من كهنة معبد آمون واللذين لم يتخلوا عن عبادة الآلهة المتعددة، والإله آمون، وكانون يضايقون الفرعون بشكل مستمر، وبعد وفاته وفي عهد خلفائه تم الإساءة الكبيرة لأخناتون، وتم وصفه بالعدو، كما تمت العودة لعبادة الإله آمون.
استمر أخناتون في الحكم إلى أن توفي في العام 1336 قبل الميلاد، ودفن في المقبرة رقم 55 في وادي الملوك، ولم يكن العثور على مقبرته بالأمر السهل، حيث عثر على موميائه في العام 2010، ومن خلال الفحوصات الحمض النووي التي أجريت على هذه المومياء تم التأكد من أنها مومياء أخناتون.
وبذلك يسدل الستار على حياة فرعون من أكثر الفراعنة جدلا، والذي قام بعبادة إله واحد، ولم تشهد مصر في عهده أي تقدم يذكر، بل شهدت الدولة خسارة عدد من المناطق في آسيا نتيجة إهماله للسياسة الخارجية، وعبادته للإله آتون بشكل كلي.
إقرأ في نجومي أيضاً: أمنمحات الأول – قصة حياة أول فراعنة الأسرة الثانية عشرة
[…] […]