أبو جعفر المنصور واسمه الكامل عبد الله المنصور بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب بن هاشم القرشي، الخليفة الثاني للدولة العباسية والمؤسس الحقيقي لها.
أبو جعفر المنصور – قصة حياة المؤسس الحقيقي للدولة العباسية
ولد في قرية الحميمة القريبة من مدينة معان الأردنية حالياً في العام 95 للهجرة الموافق 714 ميلادي.
عاش طفولته وشبابه في قريته التي كان بها كبار بني هاشم فتعلم منهم الفصاحة وعلم السير والأخبار.
والده كان منظم الدعوة العباسية التي بدأت سرية، وأخوه محمد السفاح هو من قضى على الدولة الأموية وأقام الخلافة العباسية بدلاً عنها.
لعب أبو جعفر المنصور دوراً كبيراً في مساعدة أخيه على تثبيت الدعوة من خلال قتله لإسحاق بن مسلم العقيلي الذي كان وفياً للدولة الأموية، وهذا ما جعل السفاح يمنحه ولاية أرمينية وأذربيجان والجزيرة الفراتية.
استلم الحكم بعد وفاة السفاح في العام 136 للهجرة وبدأ عهده بالقضاء على ثورة عمه عبد الله بن علي الذي رفض استلامه الحكم و الذي كان يرى نفسه مؤهلاً له أكثر منه ، وبعد ذلك قام بقتل قائد جيشه أبو مسلم الخرساني بسبب تطاوله عليه وتجاهله أوامره، ولأنّه شعر بتزايد نفوذه لدى الفرس الذي ينتمي إليهم ومحبتهم له.
شهد عصره قيام عدّة ثورات تمكن من إخمادها أبرزها ثورة محمد النفس الزكية وثورة سندباد في أذربيجان الذي طالب بدم أبي مسلم الخرساني، وثورات الخوارج الذي تجددت في عهده، بالإضافة إلى ثورة كافر خرسان التي وقعت عام 150 للهجرة والتي راح ضحيتها أكثر من 300 ألف مسلم.
بعدما تمكن من إرساء قواعد الدولة قام ببناء مدينة بغداد التي استمر بناؤها من العام 145 للهجرة وحتى العام 149 لتصبح حاضرة الدولة العباسية، ومن ثم أنشأ مكتبة بيت الحكمة في دار الخلافة ببغداد لتكون مركزاً لترجمة الكتب إلى اللغة العربية ومكتبة ضخمة تضم الإبداع والإنجازات العربية في كافة المجالات.
وعرف عصره نهضة اقتصادية بسبب اهتمامه بالصناعة والزراعة، وحمايته لطرق التجارة البرية والبحرية من بغداد حتى الصين، الأمر الذي ساهم في ازدهار التجارة وتقدمها.
كما اهتم هذا الخليفة بالحدود خاصةً الثغور الشمالية المتاخمة للروم، فأمر بإقامة التحصينات في تلك المناطق، وقام بعدّة حملات ضدهم الأمر الذي أجبرهم على تقديم الجزية له في العام 155 للهجرة.
توفي على أبواب مكة أثناء ذهابه لأداء مناسك الحج في العام 158 للهجرة الموافق 775 ميلادي عن عمرٍ يناهز 61 عاماً، ليرحل عن الدنيا بعدما وطدّ أسس الدولة العباسية التي استمرت مئات السنين من بعده.
اقرأ في نجومي أيضاً: هارون الرشيد – قصة حياة هارون الرشيد الخليفة العباسي الخامس
أكتب تعليقك ورأيك