مراد الأول واسمه الكامل مراد بن أورخان بن عثمان القايوي الغزي، ثالث سلاطين العثمانيين، توسعت الدولة العثمانية في أوروبا في عهده، وتوطدت أركانها، وأجبر إمبراطور بيزنطة على دفع الجزية له.
سيرة حياة مراد الأول :
ولد في العام 726 للهجرة الموافق عام 1326 ميلادي في مدينة أماسية، والده هو السلطان أورخان غازي، أما والدته فهي نيلوفر خاتون.
علمه والده فنون القتال والحرب رفقة أشقائه، وبعد وفاة والده اعتلى سدة العرش، وكان ذلك في العام 761 للهجرة الموافق عام 1360 ميلادي.
في بداية حكمه استفاد الروم من تغيير الحاكم فاستعادوا مدن جورلو وبورغاس ومالقرة، كما تمرد الشاهزاده إبراهيم باشا بن أورخان أخيه غير الشقيق عليه، كما حضَّرت إمارة القرمان جيشا للهجوم على العثمانيين.
فبدأ السلطان الجديد عهده بهذه المشاكل والتي تصدى لها من خلال هجومه على أنقرة وسيطرته عليها، ومن ثم قام بتصفية كل الثورات التي ثارت ضده، حيث قتل أخويه إبراهيم وخليل اللذان ثارا ضده.
وبعد أن انتهى من تأمين شؤون الإمارة الداخلية تطلع لاستعادة ما أخذه الروم، فاتجه نحو الروملي في العام 1361، واستعاد كافة الأراضي التي أخذها الروم، ومن ثم بدأ يفكر في فتح أدرنة، والتي حاصرها العثمانيون في عهد والده، وتمكن من فتحها عام 1361 ميلادي.
بعد ذلك واصل مراد الأول مسيرة الفتوحات، ففتح تراقيا ذات الموقع الاستراتيجي الهام، وفي العام 1363 ميلادي فتح مدن فيليه، وردار، وكوملجنة، كما سيطر على وادي مريج، وبالتالي نجح في عزل بلغاريا عن القسطنطينية.
بعد ذلك أعد الأوربيون حملة لمواجهة المد العثماني، وأبحرت الحملة في العام 1366 ميلادي، وهاجمت مدينة كاليبولي وسيطرت عليها، واحتلت قلعة إينياقوسية، كما أعادت أدرنة لبيزنطة.
ولكن السلطان مراد أعد جيشا ضخما استطاع من خلالها استعادة أدرنة في نفس عام دخول الأوربيون إليها، ونظرا لأهمية موقعها نقل إليها السلطة، وجعلها عاصمة لدولته.
بعد ذلك واصل مسيرة الفتوحات، ففتح مقدونيا، ووصل إلى جنوب بلغاريا، وشرقي صربيا، فكافأه الخليفة العباسي المقيم بالقاهرة بأن منحه لقب سلطان.
وفي غمرة الفتوحات الأوربية ثار ولده صاووجي جلبي بك عليه في الروملي، أمر بإقامة الخطبة له، فأرسل والده له جيشا أحضره إليه، وعاقبه بأن وضع الخل في عينيه ليجعله نصف أعمى، ومن ثم قام بالتخلص منه بخنقه في بورصة، لأنه لم يعد يأمن جانبه.
ومن ثم واصل مراد الأول مسيرة الفتوحات في أوروبا، واحتل عددا من مدن الصرب والبلغار، فرد الأوربيون بجمع جيش كبير لمحاربته ووقعت معركة ضخمة عرفت باسم واقعة قوصوه وكانت في العام 1389 ميلادي.
وحقق السلطان مراد الأول انتصارا ساحقا فيها، وفي أثناء تجول السلطان في ساحة المعركة بعد انتهائها انقض عليه جندي صربي يدعى ميلوش كوبلوفيج، والذي كان يتظاهر بالموت، وطعنه بخنجر مسموم أراده قتيلا.
وبذلك تنتهي حياة السلطان العثماني مراد الأول والذي أخضع عددا كبيرا من المدن الأوربية لسيطرته، وأسس إمبراطورية قوية، كان لها كلمة عليا في التاريخ.
اقرأ أيضاً: إرفين رومل – قصة حياة القائد الألماني الملقب بـ ثعلب الصحراء
أكتب تعليقك ورأيك