سياسيون

محمد الأول – قصة حياة السلطان العثماني الملقب بممهد الدولة والدين

محمد الأول

محمد الأول واسمه الكامل محمد خان الأول بن بايزيد بن مراد، خامس سلاطين الدولة العثمانية، اعتلى العرش بعد أن قضى على أخوته، وعمل على إعادة توطيد الدولة.

سيرة حياة محمد الأول :

ولد في العام 781 للهجرة الموافق 1379 ميلادي، والده هو السلطان بايزيد الأول أما والدته في دولت خاتون بنت عبد الله.

قام والده بتعليمه على يد عدد كبير من العلماء والأدباء، كما قام بتدريبه على فنون القتال والسياسة.

في العام 1391 صحبه والده رفقة أخوته في حملاته على إمارات البحر الأسود، ومن ثم قام والده بتوليته لمنطقة أيالة الروم ما بين عامي 1391 و1402، فقام بإصلاح شؤونها الإدارية، فأصبحت واحدة من أهم مناطق الحدود الشمالية.

بعد ذلك نجح السلطان محمد الأول في الفرار من المعركة التي قادها والده ضد المغول في العام 804 للهجرة، والتي وقع على أثرها أسيرا في يد تيمورلنك.

وحاول أن يعود لإنقاذ والده من الأسر، ولكن التفوق المغولي أفشل جميع المخططات، فما كان منه إلا أن انسحب.

محمد الأول

محمد الأول

وبعد وفاة والده السلطان بايزيد اشتعل الصراع بين الأخوة الأربعة محمد، سليمان، عيسى، وموسى على الحكم، فلم يتفقوا على تعيين أحدهم، ورغب كل واحد منهم في أن يكون الحاكم، في حين اختفى أخيهم الخامس مصطفى، ولم يعثر له على أثر حينها.

وفي البداية استلم سليمان الحكم، وقدم الولاء والطاعة لتيمورلنك، والذي عينه حاكما على الممالك العثمانية الواقعة في الجانب الأوربي.

بعد ذلك ثار موسى على أخيه سليمان وأعلن نفسه الخليفة في بورصة، ولم يعجب محمد الأول هذا الأمر فعمل على محاربته، ومن ثم قتله.

وعلى الرغم من خشيته مواجهة أخيه سليمان، وذلك نظرا لقوته ولعقده عددا كبير من التحالفات إلا أن إعلان الأمير القرماني ناصر الديم محمد بك تبعيته له، وهجومه على قوات أخيه سليمان جعله في مواجهة مباشرة مع أخيه.

فوقعت معركة بينه وبين أخيه في عام 812 للهجرة الموافق 1410 ميلادي في الروملي انتصر فيها عليه، فانسحب أخيه إلى القسطنطينية ليطلب المدد من حاكمها، ولكن تخلي جنوده عنه جعله يقع في الأسر، فقام محمد الأول بقتله في العام 813 للهجرة الموافق عام 1413.

بعد ذلك ثار أخوه موسى عليه، حتى أنه حاصر القسطنطينية فاستنجد صاحبها بمحمد الأول الذي جاء وأجبر أخاه على التخلي عن حصارها، وطارده وقتله بالقرب من شرق صوفيا.

بعد ذلك قام بتوضيح أسباب قتله لأخوته للسلطان المغولي، وبدأ عهد حكمه، بعد أن تخلص من كافة أخوته.

وفي العام 816 للهجرة الموافق عام 1413 تمت مبايعته كسلطان على الدولة العثمانية في أدرنة.

ومن ثم قام بعقد مجموعة من الهدن مع الدول الأوربية المجاورة، وذلك لكي يتفرغ للإصلاح الداخلي بعد عهد الاضطراب الذي مرت به الدولة.

ليظهر فجأة أخوه مصطفى الذي فقد في المعركة الكبرى التي قادها والده ضد المغول، وذلك بعد أن أطلق سراحه من الأسر، وطلب من محمد الأول أن يسلمه العرش كونه أكبر سنا، ولكن السلطان اتهمه بالكذب وأطلق عليه مصطفى الدجال، وتحارب الطرفان، وانتصر السلطان، ففر أخوه إلى سالونيك، واحتمى بملكها والذي أبقاه لديه بعد أن وعد السلطان على عدم إطلاق سراحه طوال ما هو على قيد الحياة.

بعد ذلك تفرغ السلطان إلى الإصلاحات الداخلية، ولكن الموت داهمه بشكل مفاجئ في العام 824 للهجرة الموافق 1421 ميلادي، فتوفي في أدرنة عن عمر يناهز ثلاثة وأربعين عاما قضاها في الصراع مع أخوته، وتوطيد أركان دولته.

اقرأ أيضاً: بايزيد الثاني – قصة حياة ثامن سلاطنة العثمانيين والملقب بالصوفي

أكتب تعليقك ورأيك